خفقة القلب 46
الحزن ..هذا الضيف الثقيل عشش في أهدابي ،لا شيء يشرق كما يشرق الحزن .. يشرق في دمعة داخل حدقة العين ..يترك بصماته بوضوح على الوجه..
ليس للحزن صوت كما للفرح ..إنه صامت..صوته في الداخل..في الأعماق..في الروح..إنه عنيد لا ينام .. يتحرك عميقاً وراء الدم والأعصاب..يختبئ وراء العين ..
الحزن .. يمدّ أغصان الوقت طويلاً.. يجعل الزمن يسير ببطء مع أنه محكوم بالساعة وعقاربها.. له وهج مختلف وخفي لا يراه إلا العاشق عندما تجد حبيبته إنساناً آخر غيره.. وكأن المحب قد فقد شيئاً من كيانه! تنمو شجرة الحزن وهي يابسة وقد غادرتها أوراقها الخضراء !
منذ أن فارقتها تخاصمت مع الفرح ، شفتاي تعبت من الابتسام كتعب نحلة استجدت طويلاً زهرة اصطناعية لتحصل على رائحة منها !
جاء الفراق ..انطفأ قنديل الذكريات، استخرجتُ شهادة الموت السريري لحب كان حياً ، ارتديتُ حداد الحب، أعلنتُ الحداد على العواطف ، زرعتُ داخلي حقولاً من الأشواك، ورحتُ أطهو أحزاني !
شعرتُ كأن مصيراً مشؤوماً ينتظرني..انفصلتْ روحي عن جسدي .. امتلأتْ عيناي بالدموع رغماً عني ..وهطل مطر غزير من عيني ..وسالتْ دمعة من روحي ! خبأتُ مشاعري تحت مقاعد الكلمات ، إنه جمر الفراق يكوي القلب ، يشعل نيران الشوق، ويحطم جدران الذاكرة ، عندما تؤلمنا الذكريات ،هذا لا يعني أننا نتألم وحسب، بل يعني أننا حينما أحببنا فإننا أحببنا بصدق وإخلاص ووفاء !