خفقة القلب 47
أصبحتُ كورقة خريف تدفعها الرياح إلى وادي النسيان ، كوردة ذابلة فقدت أوراقها ورحيقها ، كعصفور قص جناحيه فلم يعد يقوى على الطيران ، كظل غيمة مقصوصة أطرافها ، وكقمر لا يضيء !
قلبي تغرّب عني وما عاد يذكرني، صحيح أن جرحي لم تنزف منه الدماء ، لكنه كان أقسى وأكثر إيلاماً من الجرح الذي تسيل من الدماء والذي سيشفى ، فالجرح الذي في قلبي لن يُشفى مع مرور السنين وسيبقى حتى يأتيني اليقين .
خلوت إلى نفسي ..حزمت حقيبة حزني ..رصيّت أوجاعي ..أخذت الدفتر أُلقي فيه ما تبقى لدي من كلمات حزينة لا زالت على قيد الحياة ، حيث لا أجد سوى أوراقي أفضي به إليه في هذا الكون، أتساءل والقلم يهتز في يدي بين أصابعي ولا يطيعني ، يثب على قدمه الوحيدة ، يأبى أن يتقدم كأن في طريقه أفعى رافعة الرأس ، أو أنّ لديه شيئاً ما يخفيه عني ، هل أستطيع تجاوز آلام الحقائق وجروح الماضي ؟ هل يعود الماضي أم أن قصة الحب قد انتهت وأصبحت سراباً؟ هل تسمعني أو تشعر بنبض قلبي ؟ ويظل السؤال حائراً في ذهني ينتظر الجواب !!
ماذا أقول بقلمي وقد غادرته شهوة الكلمات؟ ماذا أكتب وقد مات الحب الذي كان يسري داخله وجفّ حبره من آخر نقطة حب؟! ماذا أكتب وقد أطلق الرصاص على ذاكرتي ؟هل يمكن أن أكتب فوق الورق كل أحزاني ؟ ومن أين آتي بالكلمات التي تعبّر عن مشاعري الحزينة وأنا لم يبق لي سوى بقايا وجبات الحب الذي كفنته في قلبي؟ !