خفقة القلب 54
أيها الناس ..هل تعرفون لوعة الأشواق ؟ هل تصلكم حرارة دموعي؟ إن كنتم تريدون أن أعيش على وجه هذه الأرض بلا حب فانتزعوا من بين جنبي هذا القلب الخافق بلا رحمة، ثم اطلبوا مني ما تشاؤون ! لقد تعب جسدي من مجاورة قلبي ، فأنا لا أستطيع أن أعيش بلا حب مادام لي فؤاد ينبض! أعلم بأن الألم جاثم على قلبي يأبى فراقه ، ولكني مؤمن بأن قضاء الله لا راد له ، وعليّ أن أتقبّل ما حلّ بي بالصبر ، الصبر يعلو القدر، فكم صبر الزيتون على العصر والقهر حتى صار زيتاً وصار يعلو على الماء !
أضع آيات الصبر نصب عيني أرتلّها ،يا إلهي اختر لي بنفسك ما تريده لي ..اللهم إنك تعلم أن قلبي صغير وهو وحده يتحمل مسؤولية الحب ،وقد وضعت فيه أحزاناً بحجم الكون كله. إني أستحييك أن أمدّ يدي إلى قلبي فأتخلص منه ، أو إلى هذه النفس المطمئنة التي أودعتها بيديك بين جنبي فأنتزعها، فتوّل أنت أمرها بيدك واسترّد وديعتك إليك، فنعم الدار دارك، ونعم الجوار جوارك ، وليس لي سوى الخضوع والاستسلام لإرادتك ومشيئتك والاستعانة بالصبر، فأنت سبحانك القائل : وبشرّ الصابرين !وأنت سبحانك القائل : إن الله مع الصابرين.
أيها الناس : لا تطالبوني بما لا أقدر عليه ..لا تطالبوني باقتلاعها من عصب القلب! أيها الناس : بكاء القلب لا صوت له !!هل رأيتم قبلي أحداً قدر أن يدفع عن قلبه هواه ؟ فلو قدّر لي أن أمحو ذكرها من قلبي ، أو أزيل طيفها من عيني لفعلت ، ولو أن أحداً قبلي استطاع أن يدفع هواه عن قلبه أو يمحو ما قدّر له من شقاء الحب وبلائه لسلكت سبيله التي سلكها.