خفقة القلب 66
أشتاق رقة صوتها.. أشتاق عطر أنفاسها ..أشتاق نظرات عينيها.. أصعب شيء أن تخذلك كل هذه الأشياء في نفس الوقت وكأنهم على موعد واتفاق ..حين أشتاق إليها تتغير ملامحي فأقسو على الجميع من حولي دون ذنب.
ألقاها كل يوم بقلبي ويحملني الشوق إليها ..هي وردة في عروة قميصي.. خاتماً بإصبعي .. همّاً جميلاً على وسادتي.. سيفاً ينام نوماً عميقاً في لحمي.. فندقاً أحمل إليه حقائبي وأحزاني .. وبستاناً أخضر ندياً تتورد ثماره خجلاً لكنها لا تذبل ولا تغادر أغصانها رغم نضجها.
رحتُ أفتش في بطن ذاكرتي وزواياها عن كلماتها وهمساتها وطيفها، عن ذكريات كدت أنساها، ففد كنتُ في أشهر الحمل للعواطف والمشاعر، قبلها كنت في أشهر التخزين للأحلام والذكريات ، وبدأت الولادة كالنهر المتدفق ، والصباح المتألق !
ما زلتُ أستعيد ارتعاشة يدها وهي تستلقي في يدي لأول مرة كزهرة متفتحة أنعم بشذاها، تهمس أناملها أحلى كلام سمعته أصابعي ، ما زلت أستعيد نظراتي العطشى لابتسامة من شفتيها تفتح نافذة على أسنانها الخلابة ، ما زال يملؤني الشوق إلى رسائلها ، كلما فتحتها تنبعث منها رائحة كلماتها، وعطر أنفاسها ، كلما اشتقت إليها بحثت عن أي شيء يختص بها فأستعيد ذكرياتي وأشعر بالارتياح ! أمضي ساعات من الليل مع حروف كلماتها، أقلّبها بأصابعي ، أتتبع كل حرف فيها، أقبّل شفاه كلماتها ، فيها ذكرياتي التي لا أبوح بها لأحد.
الآن أيقنت أن مشاعر الحب لا تكتب ، فالمداد ينتهي والكلام يصبح حشواً وتفاهة، ومع ذلك أفرغت هذه الكلمات علّه يصلها ولو ذرة مما في قلبي وعقلي من حب واشتياق ،فالروح والإحساس والمشاعر والنبض والدفء أشياء لا يمكن أن تعطيها الكلمات حقها.