خفقة القلب 70
كم فاضت عيناي بدموعي تغسل أحزاني وذكرياتي وتمتزج بحبر الشوق ، كم شربتُ من دموعي ، وكم توقف قلبي بين كل كلمة وما يليها حتى أتممتُ ما تبقى من سطور، وها هي تسيل مدامعي مع حروفي وكلماتي، وقد سقطت على هذه الورقة دمعة حارة تلهب خدي فلم أقو على ردعها ، فيا لضياعها لأنها لم تر تلك الدمعة وهي تسقط باكية ، ليتني دمعة حتى أولد في عينيها ،وأعيش على خديها وأموت على شفتيها.
تركتْ جرحاً في قلبي ، سيظل مفتوحاً إلى أن يأتيني اليقين ، سأحرسُ هذا الجرح وأداويه، سأهدمُ البيت الذي بنيته على النجوم ، سأغرسُ الأشواك في يدي وأتركُ الورد للعشاق ! أيها الموت اقترب مني ، أيها التراب اجمع رفاقك حولي وضمني إليك ، خبئ جثماني كي لا أرى العالم ثانية ! طاقة لا تقاوم تدفع بي للعودة إليها ،وللمزيد من الكتابة عنها، أكتبُ ما تبقى لدي من الكلمات ، أصابعي ترتعش ،ودموعي تسكن خدي ..أشعر أن هذه الكلمات تشاركني أحزاني، تبكي معي ، تصرخ ، تتوجع مثلما أتوجع.
لم يبق لي من صورتي الماضية إلا كما بقي من الزهرة التي فارقت غصنها بعدما عصفت الريح بأوراقها ! بعد فراقها أدركت أن الفراق يصدر طاقة.. لم أنته مما أود كتابته ،كنت أوّد أن أملأ كل السطور والصفحات عنها ..فأنا لا أحب جفاف القلم ! لكنني لست قادراً على أن أكتب فوق الورق كل ما أريد ، أكتفي بما كتبت ، ففي سطوري نقاط من الحمض النووي تحمل بداخلها مجمل أحاسيسي ومشاعري وأشواقي ، وعدد دقات قلبي ، وعدد كريات الدم الحمراء والبيضاء ، وكريات الحب والشوق، ونسبة الحب في دمي، وضغط الحب المرتفع والمنخفض!
ليقرأ الناس كل ما كتبت، ربما ببكاء القلم تبتسم الكلمات ،لعلّ كتاباتي تصبح موضوعاً لفرحهم ..ما كتبته ليس مجرد حروف وكلمات وجمل ، إنها لساني الناطق وهمسات أصابعي ، ودموع قلمي ، تشتعل بين السطور ولا تحتاج إلى تأشيرة دخول إلى قلوبكم ، ولا أريد لأحد أن يقص لسان كلماتي أو يقلم أظافر حروفي.