خفقة القلب 72
أنا القوس المنحني ، وأنت السهم حريته بيديك قبل أن ينطلق من أسره ويستقر في قلبي ، فقلبي ليس ملكاً لي ،هنيئاً لك احتلال غرف قلبي، أبارك لك احتلاله، أهديك قلبي يحكي لقلبك ما أشتهيه، ليتعانق القلبان وتتصافح الأشواق ! لن أسترد هبة قلبي منك حياً وميتاً، ولن أقترب من حزام الأسلاك الشائكة التي سورّت بها قلبي، فرفقاً بقلبي إذا ما رأيتِ عليه دمائي .
في داخلي جمرة شوق كنت أظنُّ أن رماد الوقت قد أطفأها ، يا ربّ في قلبي انسانة وبعيدة عن عيني ولكني ما زلت أحبها فاحفظها أينما كانت !
أحاول بعد هذه الأعوام من العشق أن أستقيل ،وأعلن أنني اعتزلت قراءة ما في عيون النساء ،وما في رؤوس النساء ، وما تحت جلد النساء، هكذا هي الحياة ، نتنازل عن متعتنا واحدة بعد الأخرى حتى لا يبقى منها شيء، وعندئذ نعلم أنه قد حان وقت الرحيل.
الآن كل ما أريده أن أنظر إليك نظرة وداع أغمض عليها جفني وأذهب بها إلى قبري ! أظن أني سأموت قبل أن أراكي ، لا أعلم كيف أستطيع أن أسكن تلك الحفرة الموحشة التي لا أنيس فيها ! حسبي أن تذكرني ولا تنسيني وعندها لا أخشى الموت.
تذكري أن الحب الحقيقي لا يتكرر في حياة الإنسان ، وأن الذي لم يعرف طعم الحب ولو لمرة واحدة في حياته لا يستحق إلا الشفقة ، لأنه لا يعرف ما فاته من حياته !