خلال اجتماع أممي إنساني رفيع.. عاهل الأردن يبحث سبل تنسيق الاستجابة الإنسانية بغزة ويحث على زيادة الضغط على
بحث عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، الخميس، مع قادة منظمات أممية ودولية، سبل تنسيق الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال سلسلة لقاءات عقدها الملك عبدالله، بالعاصمة عمان، وفق بيان للديوان الملكي اطلعت عليه الأناضول.
وقال البيان إن الملك بحث “سبل تنسيق الاستجابة الإنسانية في غزة، مع قادة عدد من المنظمات الأممية والدولية، التي تعمل على توفير المساعدات إلى القطاع”.
وأشار إلى أن العاهل الأردني التقى بوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، والمديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، ورئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إيغر، فضلا عن لقائه رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) أكيهيكو تاناكا.
وأوضح البيان أن تلك اللقاءات “جرت على هامش الاجتماع الدولي الطارئ الذي استضافه الأردن، الخميس، لتنسيق الاستجابة الإنسانية في غزة”.
وتناولت اللقاءات “التحديات التي تواجه المنظمات الدولية في إيصال المساعدات إلى الأشقاء في غزة، وسبل تجاوزها”.
وتم التأكيد على “ضرورة عدم إعاقة العمل الإنساني وزيادة تدفق الدعم الإغاثي إلى القطاع”، وفق المصدر ذاته.
كما تم بحث “الاحتياجات الطارئة في غزة، والآليات المطلوبة للعمل بتشاركية، لسد الفجوات وتلبية الاحتياجات على الأرض بالشكل المطلوب”.
واستضافت عمان، في وقت سابق الخميس، اجتماعا تنسيقيا لبحث الاستجابة الإنسانية في غزة، بمشاركة قادة منظمات أممية حكومية وغير حكومية، وممثلي دول عربية وأجنبية.
وكانت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، بينت أن عقد الاجتماع يأتي في “جلسات مغلقة ضمن مبادرة اجتماعات العقبة، للتوصل إلى آلية للتنسيق حول الاستجابة للاحتياجات الناجمة عن الأزمة الإنسانية في غزة، وضمان إيصال وتدفق المساعدات المطلوبة”.
ومبادرة “اجتماعات العقبة”، أطلقها عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني عام 2015، وتعقد بشكل شبه سنوي، بما يتيح التنسيق والتعاون الأمني بين الدول.
وقال موظفون أردنيون، في وقت سابق، إن الاجتماع سيكون الأرفع على المستوى الأممي وعلى هامش مقررات لاجتماعات العقبة والهدف هو بحص وتقصي ميكانيزمات الاستجابة لإغاثة قطاع غزة وتلبية الاحتياجات فيه.
وعُلم بأن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني سيُشارك في افتتاح فعاليات الاجتماع الذي يُعقد بحضور نحو 11 مؤسسة ومنظمة أممية مختصة بالإغاثة أهمها برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحية العالمية.
وخطة الاجتماع ديمومة عمليات الاغاثة وتميزها بالإستمرار وعدم تفاقم الوضع الإنساني والحرص على توفير جسر كامل من الطعام والوقود والأدوية خلال موسم الشتاء.
وقال مسؤولون وعاملون في مجال الإغاثة إن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حث اليوم الخميس مسؤولي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية على زيادة الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر حيث يتفاقم الوضع الإنساني.
وأضافوا أن العاهل الأردني قال خلال اجتماع طارئ في عمان لمسؤولين من الأمم المتحدة ورؤساء منظمات غربية غير حكومية وممثلين عن مانحين عرب بأنه من غير المقبول أن تستمر إسرائيل في عرقلة تدفق المساعدات الكافية إلى القطاع المكتظ بالسكان ويقطنه 2.3 مليون شخص.
وقال أحد المشاركين في الاجتماع الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأن المناقشات تجري في سرية بناء على طلب القصر الملكي إن “العاهل الأردني حث أسرة المساعدات الدولية على القيام بدورها وإنقاذ سكان غزة الذين عانوا من حرب وحشية حولت أرضهم إلى مكان غير صالح للعيش”.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من القصر الملكي.
ووافقت إسرائيل على السماح بدخول قدر ضئيل من المساعدات إلى القطاع الأسبوع الماضي بعد التوصل إلى هدنة مع حركة حماس لتبادل المحتجزين، وهي خطوة يقول عمال الإغاثة إنها خففت حصارا فُرض لأسابيع خلال القتال حيث لم يُسمح بدخول الغذاء والوقود والسلع إلى القطاع.
وبدأت إسرائيل قصفا بلا هوادة على غزة ردا على الهجوم الذي نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل حوالى 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة.
وتقول السلطات الصحية في غزة التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة إن أكثر من 15 ألف شخص تأكد استشهادهم جراء الهجوم الإسرائيلي، حوالى 40 بالمئة منهم من الأطفال، ويخشى أن يكون عدد أكبر من هذا قد لقوا حتفهم وفقدوا تحت الأنقاض.
وقال مارتن جريفيث منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة وكبار مسؤولي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الذين حضروا المؤتمر للوفود إنه من الضروري أن تعيد إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي الذي كان يمر من خلاله أكثر من 60 بالمئة من حمولة الشاحنات المتجهة إلى غزة قبل الحرب.
وقال رئيس إحدى المنظمات غير الحكومية الغربية البارزة “هذا هو ما سيحدث فارقا حقيقيا”، لكنه شكك في أن إسرائيل ستوافق على هذا الإجراء قبل إنهاء حملتها للقضاء على حماس.
ولا تسمح إسرائيل حاليا بدخول المساعدات إلا عبر معبر رفح على الحدود المصرية، وهو ما يعني أن العقبات والقيود المفروضة على الطاقة الاستيعابية لا يمكنها السماح بأكثر من 200 شاحنة يوميا.
وقالت جولييت توما المتحدثة باسم الأونروا “قبل الحرب كانت غزة تستقبل 500 شاحنة يوميا. ولم نقترب أبدا من هذا الرقم منذ السابع من أكتوبر”.
ويتعين على الشاحنات التي تحمل المساعدات عبر رفح الخضوع أولا لعمليات تفتيش إسرائيلية عند معبر نيتسانا لضمان عدم السماح إلا بإمدادات محدودة من الوقود ومنع ما يسمونها بضائع ذات استخدام مزدوج من الدخول.
وقال مسؤولون في مجال الصحة والإغاثة إن تحكم إسرائيل في كميات ونوعية البضائع التي تدخل غزة أدى إلى تقلص جهود الإغاثة، وكان سماحها بإمدادات محدودة فقط من الوقود يعيق تعافي النظام الصحي.
وقال أحد أعضاء الوفود إن المنظمات غير الحكومية ومسؤولي الأمم المتحدة استمعوا أيضا إلى مناشدات من العاهل الأردني لتسريع تسليم المساعدات إلى الجزء الشمالي من غزة، حيث سعت إسرائيل إلى دفع جميع سكانه إلى الجنوب لكن لا يزال هناك أكثر من 700 ألف شخص.
صحيفة رأي اليوم الالكترونية