خمسة قادة في العالم يمكنهم الاستفادة من رئاسة “ترامب”

كان لدى مؤسسة السياسة الخارجية للولايات المتحدة حالة انهيار جماعي بسبب احتمالية رئاسة دونالد ترامب، وتوقع الخبراء من اليسار واليمين جميع أنواع المصائب الخارجية في حالة هزيمته لهيلاري كلينتون.

وذكر دبلوماسيون أجانب من المكسيك وكوريا الجنوبية، أن “ناقوس الخطر” دق بسبب احتمالية رئاسة ترامب ولأسباب تتنوع بين الواقعية والسخرية العميقة، فمن المحتمل أن العديد من القادة سيعملون مع ترامب كرئيس، أو ربما حتى يرحبون به.

فيما يلي خمسة من زعماء العالم الذين يمكنهم الاستفادة من رئاسة ترامب.

رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي

في رحلة إلى مدينة مومباي بعد فترة ليست طويلة من انتخاب مودي في عام 2014، صاح ترامب قائلاً إن رئيس الوزراء “قام بعمل رائع لتجميع الناس” وتوقع أن “المال سيتدفق نحو الهند”.
وقام ترامب نفسه ببعض الأعمال هناك في الهند، وقال إنه “قام بعمل عظيم”، وبعد وضع الإطراء جانبا، نجد أن العلاقات الهندية التجارية الحديثة مع الولايات المتحدة تفضل ترامب كمنظم صفقات.
إن خطاب ترامب المعادي للمسلمين من المحتمل أن يتسبب في عدم الحصول على عقود جديدة لشركات تصنيع الأسلحة الأمريكية، والتي تعد الهند أحد أسواقها الرئيسية، وإن مودي نفسه غريبا على الاتهام بالتحيز ضد المسلمين، كما أن حرب ترامب ضد القوة الاقتصادية للصين تفضل أيضا نيودلهي في التنافس الاستراتيجي مع بكين، ولقد ألقت مشكلاتها في باكستان ولكن التحالف القديم مع الولايات المتحدة كان يمثل مشكلة خطيرة بالنسبة للهند.
وقامت كلينتون التي توجهت لمرتين ضمن العديد من المرات إلى باكستان والهند، كذلك خلال فترة ولاياتها بوزارة الخارجية، بالعمل بجد من أجل الحفاظ على بقاء باكستان كمهاجم خلال فترة رئاسة أوباما. ومن ناحية أخرى، أعلنت أن باكستان “البلد الأكثر خطورة في العالم من إيران”.

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي

يشار إلى أن معظم قادة الدول الإسلامية على الأرجح سيتجنبون ترامب. ولكن السيسي، مستبد علماني استعاد السيطرة العسكرية بعد الثورة في مصر، وبذلك قد يجد ترامب شريكاً مستبداً.
في حين ادعت كلينتون، أنها أقل ما يقال تختلف مع قرار أوباما بالابتعاد عن حليف أمريكا لفترة طويلة، حسني مبارك، والذي أطيح به بعد ثورة مصرية في العام 2011، وكان ترامب يدعم بشكل لا لبس فيه حكومة السيسي في مصر. ونشر تغريدة في العام 2012 تقول “يجب علينا دعم مبارك بدلا من إسقاطه”.
لقد كان ترامب سريعاً في إعلانه أن الربيع العربي فاشل، معلناً تنديده للاحتجاجات ضد توحيد الجيش للسطلة بعد الانقلاب، ووجد السيسي نفسه تحت النار بسبب حملته العدوانية على جماعة الإخوان المسلمين، التي كان أحد زعمائها خلفا لمبارك وهو الرئيس محمد مرسي، والذي تم الإطاحة به. ونظرا للحملة الشخصية للسيسي ضد الجماعات الإسلامية في مصر، فقد يجد دافع مشترك من إعلان ترامب الحرب على “الإسلام الراديكالي”.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

إن الحجة بالنسبة لترامب في إسرائيل تتعلق بشكل أقل بترامب وبشكل أكثر بإسرائيل، أو على الأقل بقيادتها. وكانت هناك خلافات معروفة بين حكومة نتنياهو والإدارة الديمقراطية الحالية للبيت الأبيض، وكان يقال أنها امتدت لهيلاري كلينتون في أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية.
واستجوب ترامب بشأن وقوفه مع مجتمع الجالية اليهودية خلال الحملة، ولكن هذا في سياق النظام الأساسي الأمريكي الموالي لإسرائيل بلا هوادة.
وفي العام 2013، صرح ترامب بتأييده لنتنياهو وأنه “رجل عظيم وزعيم رائع”. واعترض ترامب بشكل علني على موقف نتياهو ضد المسلمين في العام الماضي ولكنه امتنع عن إلغاء اجتماع مزمن معه في إسرائيل، “وأجل ترامب الرحلة في وقت لاحق”.
إن وجه التأييد لترامب كان في معارضته القوية للاتفاق الإيراني، والذي قال عنه نتنياهو إنه “خطأ تاريخي” والذي كانت تدعمه كلينتون، والسؤال هو، هل يمكن أن يمتلك نتنياهو علاقة جيدة مع الرئيس ترامب؟، إنها لا يمكن أن تكون أسوأ من علاقته مع أوباما.

رئيس الإكوادور رافائيل كوريا

يبدو أن اليسار اللاتيني مصدر دعم بعيد الاحتمال للقطب الأمريكي اليميني. ولكن مع هوجو شافيز، رئيس فنزويلا وزعيم بوليفيا، الذي على حافة الفشل وحتى كوبا المنفتحة على الولايات المتحدة، فالحركة تحتاج لكل الدعم التي يمكنها الحصول عليه، وقال كوريا في الأسبوع الماضي، إن ترامب قد يشعل نار الأيديولوجية في منطقته.
وأضاف “قد نرى زيادة في المعدل التقدمي هنا، وقال كوريا إن ترامب يجب أن يفوز”، مضيفًا “سيكون هذا العمل الإيجابي الأكبر من فوز ترامب”.
وقال كوريا، إن فوز كلينتون سيكون أفضل من أجل السلام العالمي، ولكن حكومته تجادلت مع القادة من كلا الجانبين في المجلس التشريعي في واشنطن، وخاصة فيما يتعلق بمكافحة المخدرات، ومن الصعب أن نجد معنا مترابطا منطقيا في تعقيب ترامب الضعيف بشأن الحرب على المخدرات، ولكنه على الأقل تعامل مع فكرة التخلي عن السياسة الأمريكية القديمة بشأن تحريم المخدرات.

القائد الأعلى لكوريا الشمالية كيم جونغ أون

قد يكون الجيل الثالث من طاغية كوريا الجنوبية مجنون ومهووس، بالنسبة لترامب، ولكنه كما هو واضح يعتبر أحد القيادات القوية.
وقال ترامب مشيدًا بكيم جون أون لتعزيز قيادته، “يجب أن نمنحه الثقة”. والأهم من ذلك، إنه إذا استطاع كيم النظر إلى ما وراء الإهانات التي ستأتي من تنصيب ترامب، فسيرى زعيمًا يراجع بجدية الالتزامات الأمنية الأمريكية في آسيا.
وضرب ترامب بعنف اليابان بسبب سرقتها المزعومة للمهام الأمريكية والشكوى من أن الضمان العسكري منذ عقود للولايات المتحدة ينص على أن البلاد تميل إلى جانب واحد بشكل غير عادل، وتقول كوريا الجنوبية من وجهة نظر ترامب وبالمثل حسن النية الأمريكية “إذا تعرضنا للهجوم، فلن يكون على اليابان مساعدتنا”.
وأكد ترامب الذي يريد من كوريا الجنوبية دفع ثمن التواجد العسكري الأمريكي، “إنهم أغنياء بسببنا”، مضيفا “نحن ندافع عنهم ضد كوريا الشمالية، ونفعل ذلك دون مقابل”. وحتى الرئيس الذي وصف بالمجنون في بيونج يانج ربما لديه حس بما يكفي للترحيب بالرئيس، الذي يضيف سلالات جديدة لنظام التحالف الأمريكي، الذي يضيف أعباء جديدة بالفعل. وربما بعد كل ذلك قد يكون لدى مؤسسة السياسة الخارجية سببا للقلق.

ذا أتلانتيك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى