خيارات ترامب تتمخّض: عقوبات على خامنئي!
يظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ إسقاط إيران الطائرة الأميركية في الخليج، مكتوف اليدين، فلا هو يريد المغامرة بعمل عسكري يؤثر في حملته الانتخابية المقبلة، ولا يهتدي إلى رد يطمئن الحلفاء ويبقي ميزان الردع مع طهران على حاله. آخر الحيل لدى الرجل كان إطلاق عقوبات تطاول للمرة الأولى المرشد علي خامنئي شخصياً، ومكتبه وثمانية قادة في الحرس الثوري الذي صنّف أساساً قبل مدة جهة «إرهابية».
خطوة ترامب «الرمزية» أمس أظهرت حجم المأزق الأميركي وضيق الخيارات بعد إسقاط الدفاعات الجوية الإيرانية الطائرة الأميركية في الخليج، فبدت العقوبات الجديدة «الرد» النهائي الذي توعّد به «سيد البيت الأبيض»، وهو ما أكده بالقول أمس إن هذه العقوبات «رد قوي ومناسب على تصرفات إيران الاستفزازية المتزايدة». وتعليقاً على توقيعه أمر تنفيذ العقوبات، قال ترامب إن المرشد الإيراني مسؤول في النهاية عن «السلوك العدائي من النظام» في طهران. وأضاف: «العقوبات المفروضة عبر الأمر التنفيذي… ستحرم الزعيم الأعلى ومكتبه والمقربين منه ومن مكتبه الوصول إلى موارد مالية أساسية».
في هذا السياق، استفاض وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، في شرح العقوبات، مُقِراً، على عكس ما كان يردد رئيسه، بأن «استهداف الطائرة المسيرة لم يكن خطأ إيرانياً بل عملاً متعمّداً». وشملت العقوبات وفق بيان لاحق للخزانة: علي رضا تانجسيري، قائد سلاح البحرية، وأمير علي هاجيزاده قائد سلاح الجو، ومحمد باكبور قائد القوات البرية، كما شملت رؤساء وحدات البحرية الخمس في «الحرس»: عباس غلام شاهي، ورمضان زيراهي، ويد الله بدين، ومنصور رافانكار، وعلي أوزماي.
وبمشاعر ممزوجة بالغضب والسخرية من فعالية قرار كهذا، تلقّت طهران نبأ فرض عقوبات على زعيمها، لكن لم يرصد ردّ رسمي حتى وقت متأخر من ليل أمس. لكنّ المراقبين توقفوا عند تلويح منوتشين بخطوة أخرى غير مسبوقة تتمثّل في إدراج وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، على «القائمة السوداء»، في وقت لاحق من هذا الأسبوع ضمن سلة تشمل تجميد مزيد من الأصول الإيرانية بـ«مليارات الدولارات». وبدا تهديد ظريف بشموله بالعقوبات تصويباً على الدبلوماسية يعارض دعوات إدارة واشنطن إلى التفاوض بلا شروط، وذهاباً في سياسة الضغط إلى مستويات جنونية. رغم ذلك، كرر ترامب أمس أن مطالبه من إيران «بسيطة»: «الكف عن السعي لحيازة السلاح النووي وعن رعاية الإرهاب».
في الأثناء، كان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ينتقل من جدة السعودية حيث التقى الملك سلمان، ونجله ولي العهد، محمد، وصولاً إلى أبو ظبي للقاء ولي عهدها، محمد بن زايد. لكن تصريحات ترامب المفاجئة أمس عن الخليج طغت على مسعى «طمأنة» الحلفاء الخائبين من التطورات، إذ سأل الرئيس الأميركي: «لماذا نحمي طرق الشحن للدول الأخرى لسنوات عديدة من دون أيّ مقابل؟». ورأى أن على كل باقي الدول المستفيدة من الممرات المائية في الخليج كالصين واليابان حماية سفنها.
صحيفة الأخبار اللبنانية