دراسة: 90% من مستخدمي «تويتر» يتفاعلون مع الأخبار المزيفة

تظل الأخبار المزيفة مشكلة كبيرة على المنصات الاجتماعية أبرزها فيس بوك وتويتر، هذا الأخير لا يتعرض للانتقادات على أعلى مستوى، كما يحدث مع فيس بوك؛ لأنه أقل شهرة وأقل تأثيراً، لكن هذا لا يعني أنه بريء، ولا يساهم في فوضى الأكاذيب على الإنترنت.

وفقًا لدراسة جديدة من جامعة بوفالو، نشر ما يقرب من 90٪ من مستخدمي تويتر “النشطين” معلومات خاطئة، خاصةً أثناء حالات الطوارئ العامة أو الكوارث. وتوصلت إلى هذه النتيجة المثيرة والصادمة من خلال فحص 20000 تغريدة على الأقل.

الدراسة التي نشرتها مجلة المخاطر الطبيعية Natural Hazards، تدرس أربع شائعات كاذبة رئيسية؛ من بينها أخبار كان الهدف منها الإساءة إلى سمعة نيويورك في التعامل مع الإعصار والفيضانات. تكشف الدراسة كيف أن معظم الناس على تويتر يميلون إلى نشر الأخبار المزيفة عن طريق إعادة نشرها أو ببساطة الإعجاب بالتغريدات الأصلية دون النظر إلى الحقائق الفعلية.

يقوم الباحثون بتكبير حجم المسح للتركيز على ثلاثة من الأنماط السلوكية. يمكن لمستخدمي تويتر إما نشر الأخبار الكاذبة أو السعي إلى تأكيدها أو التشكيك في ذلك. وقد وجد الباحثون النتائج التالية:
86 إلى 91 في المائة من المستخدمين يلجأون إلى توسيع نطاق وصول الأخبار المزيفة، إما عن طريق إعادة نشرها أو “الإعجاب” بتلك التغريدات التي تتضمن المعلومات المغلوطة؛ ما يجعلها تظهر للمتابعين لهم، وهو ما يرفع من احتمال التفاعل معها ومشاركتها مرات ومرات أخرى.

5 إلى 9 في المئة من المستخدمين يسعون إلى تأكيد الأخبار المزيفة من خلال نشر روايات مكذوبة أخرى ذات صلة من أجل تدعيم الخبر الأصلي المزيف بالمزيد من البراهين والأدلة على أنه صحيح وواقعي.

بينما 1 إلى 9 في المئة كانت لديهم شكوك في صحة تلك التغريدات وأكدوا ذلك علناً، بل حذر البعض منهم من صحة تلك الروايات.

حتى بعد الكشف عن زيف مثل هذه الأخبار على تويتر، وجدت الدراسة ما يلي:
أقل من 10 في المئة من المستخدمين عادوا للتغريدات القديمة المكذوبة، وقاموا بإزالتها من حساباتهم بعد أن تأكد لهم أنها خاطئة.
حاول أقل من 20 في المائة من المستخدمين أنفسهم توضيح إجاباتهم الزائفة مع التغريدات الجديدة.
والمثير للدهشة، أن 78-97 في المائة من مستخدمي تويتر النشطين لا يحذفون أو يوضحون للمتابعين أي شيء بخصوص التغريدات الخاطئة التي قاموا بنشرها.

وتوصلت الدراسة نفسها إلى نتائج مثيرة أخرى منها:
أن الأخبار المزيفة على تويتر أكثر عرضة بنسبة 70٪ لإعادة نشرها من الأخبار الإخبارية الحقيقية.
تمكن ما يقرب من 3 ملايين شخص من نشر حوالي 126000 تغريدة عبارة عن شائعات فقط.
وفقاً للدراسة نفسها فالمشكلة ليست بسبب الروبوتات على وجه التحديد أو خوارزميات الموقع، على الأقل ليس بنسبة كبيرة كما هو الحال بالنسبة للمستخدمين الذين يميلون حقاً لنشر هذه الأخبار المزيفة، والترويج لها على نطاق واسع.

وليست هذه أول دراسة تتوصل إلى أن انتشار الأخبار المزيفة قد لا يكون بسبب الخوارزميات والروبوتات بشكل رئيسي بل بسبب المستخدمين أنفسهم.
يميل الكثير من المستخدمين إلى صناعة أخبار مزيفة ونشرها من أجل الشهر وحصد الإعجابات والتفاعل الكبير، وصناعة جمهور من المتابعين، لهذا يستغلون الأحداث التي عليها جدل لهذه الغاية ويكتبون أخباراً و تغريدات لا وجود لها.

ووفقاً لما قاله جون زوانغ، فإن النتائج تكشف مدى سهولة تعرض الناس لسوء الفهم والدور الرئيسي الذي تلعبه وسائل الإعلام الاجتماعية في هذه المواقف. على الرغم من ذلك ، تكمن الحقيقة الإيجابية في أن هذه الدراسة تكشف أيضًا أن مستخدمي تويتر يتحركون بسرعة لتصحيح هذه التغريدات الخاطئة أيضًا.
وطالبت الدراسة تويتر بالتحرك من أجل إيجاد حلول لحل مشكلة الأخبار المزيفة وتحذير المستخدمين عند محاولة نشرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى