علاقات اجتماعية

دور الزوج في دعم الزوجة عاطفياً ونفسياً

العلاقة الزوجية قائمة على المودّة والسَّكِينة والعطف والرحمة بين كلا الزوجين؛ فطعم السعادة أكثر لذة وعذوبة عندما يشارك الزوج زوجته، ويُمدّها بالدعم والمساندة؛ فدعم الزوج له مفعول السحر لدى زوجته؛ فاحتياجها إليه ضروري لتواجه به مصاعب الحياة، وفي أوقات الأزمات. بالسياق التالي، تعرّفي إلى دور الزوج في دعم الزوجة عاطفياً ونفسياً.

أنجح الزيجات تتسم بالدعم المتبادَل

زوجة تبتسم لزوجها بمحبة وهو يبادلها الابتسام بتفاهم حيث ينبغي على الزوج أن يكون صديقاً مقرَّباً لزوجته

تقول استشاري العلاقات الأسرية آمال إسماعيل لـ«سيدتي»: إن أنجح الزيجات هي التي توصف بأنها تتسم بالدعم المتبادَل، والتي يدعم فيها الزوج زوجته، والعكس أيضاً. وليس بالضرورة أن يكون الدعم الذي تجده المرأة من الزوج دعماً عاطفياً بشكله الصريح؛ بل يتضمن في طريقة التعامل والسلوك والتصرفات، وأن يكون حاضراً بقلبه معها، واحتوائها، ومنحها ما تحتاجه في شتّى أمورها؛ فالزوجة تحب أن ترى اهتمام زوجها بها، وأن يقدّم لها الطمأنينة والراحة عندما تعاني من التوتر، ومساندتها وقت الشدة، وتتكئ عليه في حياتها، وأن يقدّم لها مشاعر التعاطف، وأن يشاركها أفراحها وأحزانها، وأن يقدّم لها الدفء والحب الذي تحتاج إليه؛ فكل هذا يخلق بيئة آمنة تسمح لهما بالتعبير عن مشاعرهما وأفكارهما بحرية؛ مما يقوّي العلاقة بينهما؛ فينجحان معاً في بناء أسرة سعيدة وناجحة.

خطوات فعالة للزوج لدعم الزوجة

كن صديقاً

ينبغي على الزوج أن يكون صديقاً مقرّباً لزوجته، وأن يتقبل آراءها وإن كانت مختلفة، ومساعدتها على تجاوُز الأزمات والتغيّرات التي تمر بها، من دون لومها أو إشعارها بالذنب، وأن يصغي لكل مشاكلها بشكل جيّد، وبهدوء إلى كلّ ما تقوله في كثير من المواقف، وأن يكون أكبر عون لها، ولا يتركها بمفردها، ويحاول قدر الإمكان أن يجد لها وقتها الخاصّ كي يتحدّثا بكافّة الأمور بهدوء في جوٍّ عائلي. وإذا كانت الزوجة تريد أن تبوح بأيّ شيء مؤلم أو يحزنها؛ فلا بد أن يمنحها العطف والحنان، وليكن كنفاً لها ويجعلها تشعر بالراحة والأمان.

الأمان العاطفي

الأمان العاطفي هو أول ما تحتاج إليه الزوجة من زوجها، ويتحقق باحتواء الزوج لمشاعرها، وعطفه عليها، وحبه لها، وإعطائها الشعور العميق بالراحة والاطمئنان؛ فيجعلها تشعر بأنها محبوبة ومقبولة من دون شروط أو خوف، وإحساسها بقدرتها على التعبير عن مشاعرها وأفكارها بحرية، من دون خوف أن يؤدي ذلك إلى انهيار العلاقة، وأن يسعى لتقديره لها ولوجودها في حياته؛ فيحاول التعاطف مع زوجته، ويعَد الأمان العاطفي أحد أهم احتياجات الزوجة النفسية؛ لأنه يحقق استقرارها، وهدوءها النفسي، ويعزز من ثقتها بنفسها.

الدعم الفعال

يُعتبر الدعم من الاحتياجات النفسية التي تحتاجها الزوجة من زوجها؛ لأن دعم الزوج لزوجته من الأساسيات القوية التي تُشعر المرأة بالراحة النفسية؛ لأنها تشعر بأنها تعيش في ظل رجل يحرص على الحفاظ عليها، ويدعمها، ويَمد لها يد العون وقت الحاجة؛ فالدعم النفسي لشريك الحياة بدونه لن تستمر الحياة؛ لأننا قد نتعرض لأوقات من الضعف والإحباط ونحتاج في ذلك الوقت للدعم والمساندة ولو بكلمة أو احتضان، أو بابتسامة.

الأمان النفسي

عدم الأمان النفسي في العلاقة هو شعور صعب ومؤلم، له تأثير سلبي على صحة الزوجة النفسية؛ فهو يعبّر عن قلة ثقتها بنفسها؛ فهي تحتاج دائماً لتطمئن وتشعر بالهدوء والاستقرار النفسي الذي يحققه لها الشعور بالأمان؛ فشعور المرأة بالأمان النفسي تستمده من الرجل إذا كان صادقاً معها بكلّ جوارحه وأحاسيسه، وعندما يقاسمها أفراحها وأحزانها؛ فكل زوجة تحتاج من زوجها احتواء مشاعرها وإحساسها، وأن يقدّر قيمتها وأهدافها في الحياة.

ادعم أحلامها وأهدافها

ينبغي على الزوج أن يكون داعماً لزوجته ويشجعها على استمرارية العمل نحو أهدافها، وأن يقدّم الدعم العاطفي والإيجابي، ويحافظ على تشجيعها حتى تحقق كلَّ أحلامها وطموحاتها، وأن يكون عوناً قوياً ومساعداً فعّالاً لها في تحديد أهدافها الشخصية والتطلعات التي تسعى لتحقيقها في مختلف جوانب حياتها، سواء أكانت في مجال العمل، الدراسة، الإبداع، العائلة، أو الطموح الشخصي.

التعبير عن الامتنان بشكل منتظم

التعبير عن الامتنان بشكل منتظم حتى في الأوقات الصعبة، يُساعد في تقوية العلاقة؛ فالعبارة الطيبة تسهم في خلق جوِّ من الألفة والمودّة، ويُشعر الزوجة بقيمتها ومكانتها في العلاقة الزوجية؛ مما يخلُق توازناً عاطفياً خلال الأوقات الصعبة؛ فالتعبير عن الشكر للزوجة، يعزز العلاقة الزوجية ويعمّق الاحترام المتبادَل، ويَزيد الأمان والانتماء، ويقوّي الروابط العاطفية ويحفز الحب؛ لذا فعلى الزوج ألّا يتوقف عن التعبير عن الحب بالكلمات، الأفعال، واللمسات الرقيقة. وكلٌّ وما يناسبها.

التعامل بمرونة

المرونة هنا تعني القدرة على التكيُّف النفسي السليم في الضغوط والأزمات؛ فمن الضروري أن يتحلّى الزوج بالمرونة النفسية ويتقبّل اختلافات شريكته، واحترامها؛ فالعلاقة الزوجية تكامُل وليست تشابُهاً. ولا بد أن يكون مستعداً للتكيُّف مع التغيّرات التي قد تطرأ على العلاقة الزوجية.

الاستماع بصدق وتفهُّم

أحد أهم أشكال الدعم هو الاستماع بصدق واهتمام، وبانتباه، ويمكن للزوج أن يُظهر للزوجة مدى اهتمامه بها بشكل كامل، عن طريق الاستماع إلى وجهة نظرها، بتفهُّم وتعاطُف لمشاكلها وتحدياتها من دون الحكم أو الانتقاد، ويشاركها أفكارها ومشاعرها، من دون مقاطعة أو إصدار أحكام. هذا سوف يساعدها على الشعور بأنها مسموعة ومفهومة، وأنها ليست بمفردها، وأن لديها مَن يفهمها ويساندها. فلا بد أن يُظهر الزوج تفهُّمه واستعداده للوقوف إلى جانبها في كلّ الظروف.

الاحتواء والتعبير عن المشاعر العميقة

لا بد أن يحتوي الزوج زوجته في الأوقات الصعبة؛ لكي تشعر بأنها بين يدي زوج يخاف عليها ويُشعرها بدفء الإحساس. ويُعتبر الاحتواء هو القدرة على التعبير عن الحب والمودّة. ومن خلال كلمات الحب والتشجيع، يتم توفير الثقة والصدق بين الطرفين، ويُكسب العلاقة الزوجية المزيد من الاحترام والشعور بالحب والود؛ فتشعر الزوجة بالدعم والمساندة.

 

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى