دورية «مختصَرة» ثانية على (M4)
بعد مرور أكثر من أسبوع على فشل تسيير الدورية الروسية – التركية المشتركة الأولى على طريق حلب – اللاذقية (M4) الدولي، سيّرت القوّتان دورية ثانية أمس، لكن مع تقليص مسارها إلى حدّ كبير، بسبب التهديدات الأمنية التي فرضها رفض الفصائل فتح الطريق، وتسيير الدوريات المشتركة. وفي ظل استمرار التعقيدات الميدانية التي تمنع إتمام اتفاق موسكو، وفتح طريق (M4)، أعلن «مركز المصالحة» التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا تسيير الدورية الروسية – التركية المشتركة الثانية، أمس، على الطريق الدولي بين حلب واللاذقية في منطقة ريف إدلب الجنوبي. وجاء في بيان مركز المصالحة: «في الثالث والعشرين من آذار، في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وطبقاً للاتفاق الروسي – التركي، تم تسيير الدورية الروسية – التركية المشتركة الثانية على طريق إم-4، الذي يربط مدينتي حلب واللاذقية». وأشار البيان إلى تقليص مسار الدورية «لضمان الأمن»، من دون تحديد التهديدات، ولا المسافة التي تم اختصارها.
لكن مصادر ميدانية مطلعة تحدثت إلى «الأخبار»، أكّدت أن الدورية هذه المرّة «قطعت أكثر من المسافة التي قطعتها في المرّة الأولى بقليل، لكنها لم تصل إلى منتصف الطريق». وأضاف البيان الروسي أن الجانب التركي «تعهّد باتخاذ إجراءات في المستقبل القريب لتصفية الجماعات المتطرفة التي تعيق حركة الدوريات المشتركة على الطريق السريع إم-4 في الممرّ الآمن».
وكانت أنقرة، في الأيام الماضية، استقدمت مزيداً من التعزيزات إلى المنطقة المحيطة بالطريق الدولي، حيث أقامت عدداً من نقاط المراقبة الجديدة، فضلاً عن نشر مواقع حراسة على جانبي الطريق. وبدت لافتة إشارة بيان «مركز المصالحة» الروسي إلى تعهّد أنقرة باتخاذ إجراءات لـ«تصفية» الفصائل التي تعيق فتح الطريق. وهذا المسار ترسمه موسكو منذ الأيام الأولى، إذ تركت أمر فتح الطريق على عاتق أنقرة. وفي حال نجحت الأخيرة في هذه المهمّة بالتفاهم (وهو أمر مستبعد) تكون موسكو قد ضمنت انسحاب الفصائل شمالي الطريق الدولي، وسيطرت مع الجيش السوري على جنوبيّه. وفي حال لم تتمكّن أنقرة من إقناع الفصائل، تكون موسكو قد دفعتها إلى قتال بعض الفصائل، والدخول في معركة لا تريدها.
من جهة أخرى، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن الجانبين، الروسي والتركي، في اللجنة المشتركة لمراقبة نظام وقف إطلاق النار في سوريا، «لم يرصدا أي خروقات لنظام وقف إطلاق النار، خلال الـ24 الساعة الأخيرة».
في الأثناء، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في دمشق أمس. وتناولت المحادثات، بحسب وكالة «سانا» الرسمية، الاتفاقات الروسية التركية المبرمة في 5 آذار، و«انتهاكات التنظيمات الإرهابية المستمرّة لها، حيث تمّ التركيز على آليات تنفيذ هذه الاتفاقيات المتضمنة إبعاد الإرهابيين عن طريق حلب اللاذقية الدولي (M4) بعمق 6 كلم بما يتيح إعادة العمل به». كما بحث الأسد وشويغو الوضع في منطقة شرقي الفرات، واستمرار عملية السطو الأميركية على النفط والثروات السورية، و«الخطوات التي تتخذها الدولة السورية لاستعادة الأمن والاستقرار في مختلف المناطق السورية، والجهود التي تبذلها القيادة الروسية على الصعيدين الإقليمي والدولي لكسر الحصار، ورفع العقوبات والعزل عن الشعب السوري».
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه «بإيعاز من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قام وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو بزيارة عمل إلى سوريا». وأضافت في بيان: «تم خلال المباحثات مناقشة قضايا ضمان وقف مستقرّ للأعمال القتالية في منطقة خفض التصعيد إدلب، واستقرار الوضع في أجزاء أخرى من سوريا، فضلاً عن مختلف جوانب التعاون العسكري التقني في إطار معركة مشتركة ضد الجماعات الإرهابية الدولية».
صحيفة الاخبار اللبنانية