ذكاء تقني نموذجي … في التعقب
تمتلك المعلومات عن أمكنة تنقلّك قيمة كبيرة إلى حدّ أن شركات الخليوي صارت تبيعها إلى سماسرة معلومات يبيعونها بدورهم إلى كل راغب في الدفع لقاء الحصول عليها. وتتخصّص شركات كـ «سينس نتوركس» في صنع «بروفايل» شخصي عن الأفراد، استناداً إلى ذلك النوع من المعلومات.
ثمة صناعة كاملة مكرّسة للحصول على معلومات عن أمكنة تواجدك على مدار الساعة، وفي الوقت الحيّ. كذلك تستعمل الشركات هاتفك الخليوي لتتبع المخازن التي تتسوّق منها كي تتعرف إلى طريقتك في الشراء.
وتتبعك أيضاً في الطرقات كي تعرف إمكان تواجدك قرب مخزن محدد، لترسل لك إعلاناً على الهاتف في اللحظة الملائمة تماماً: عندما تكون بصدد التسوّق والشراء.
وليست شركات الخليوي المصدر الوحيد للمعلومات عن الهواتف، إذ تبيع شركة «فِرنيت» نُظُماً لتعقّب الخليوي إلى الشركات والحكومات في العالم كله.
وعلى موقعها الشبكي، تصف الشركة نفسها بأنّها «رائد عالمي في حلول الذكاء العملاني الذي يفيد في الوصول بمشاركة الزبون إلى الحدّ الأمثل، الأمن الاستخباراتي؛ والفساد والأخطار والاستجابة… (مع زبائن في) ما يزيد على عشرة آلاف منظّمة في ما يربو عن 180 بلداً».
وتبيع شركة اسمها «دِفِنتِك» وهي مؤسّسة غامضة مسجّلة في باناما، نظاماً معلوماتيّاً تقول الشركة أنه «يستطيع تحديد وملاحقة أي رقم هاتفي في العالم بأسره… من دون أن تشعر به شبكات الخليوي، ولا مقدّمو خدماتها، ولا المتلقي». ليست تلك الكلمات مجرد تباهٍ نموذجي، إذ برهن الباحث الأميركي في الاتّصالات توبياس إنجيل على الأمر نفسه في أحد مؤتمرات الـ «هاكرز الأخلاقيّين» في العام 2008.
صحيفة الحياة اللندنية