ربيع الاعلام العربي
ربيع الاعلام العربي الاعلام صاحب الجلالة .. سلاح القرن الواحد والعشرين … السلاح الأقوى الذي يعتمد عليه الساسة لنشر فكر وبناء مجتمع، أو يستغله تجار الحروب ، ويموله صناع الموت لترويج بضائعهم وفتح أسواق حرب جديدة…
إنه سلاح ذو حدين ..
فالاعلام المؤثرعربياً: هوالاعلام المسيس … الذي يتبع جهة تمويل معينة بأهداف وتوجهات سياسية محددة .. وإعلام العقيدة … القائم على الخطاب الديني الطائفي الموجه لفئة أو شريحة محددة من الشعب، بدغدغة الفروقات المذهبية وتسييس الدين لوضعه في خدمة أهداف ومصالح سياسية بحتة ..
هذان النوعان من الاعلام .. هما ما تم استثمارهما في ثورات الربيع العربي، ولعبا الدور الرئيسي في تحديد مستقبل الأنظمة السابقة، ورسم الخطوط العريضة لمستقبل البلدان الناهضة من الاستبداد، وإعلام الديكتاتوريات .. دور قد يكون ايجابيا” فيما اذا اعتمد المصداقية ونقل الصورة الحقيقية .. وسلبيا” اذا اعتمد سياسة التهييج والتحريض، وحتى الفبركة وتضخيم الحدث..
وأكبر مثال على مدى أهمية الاعلام في رسم سياسات ومستقبل بلدان الربيع العربي هو دور الاعلام في الأزمة السورية ، حيث تصاعدت وتيرة العنف المسلح عندما اتبع الطرفان أسلوب الشحن الطائفي والتسويق الاعلامي من خلال وسائل الاعلام والتواصل .. لحشد جماهير مؤيدة له ولأسلوب تعاطيه مع الأزمة ..
وما زالت المنافسة قائمة الى الآن بين اعلام النظام واعلام المعارضة على تأجيج الصراع بين الطرفين .. من خلال تصعيد لهجة الحرب الكلامية، وتسويق المشهد كلٌ حسب مصلحته.. فيتأرجح المشاهد بين مصدق ومكذب ومصدوم بمدى التفاوت والتضارب بنقل الصورة وترجمة الحدث باتجاهين متعاكسين تماماً, فاندفع كل طرف لتبني اعلام يوافق هدفه وما يريد أن يرى مؤيدوه من الأزمة ..رافضاً ومكذباً الاعلام الأخر .. يتستر خلف قنواته مبرراً ردة فعله ودفاعه المستشرس عن سياسته ووجهة نظره ضد الطرف الأخر .. مما سبب شرخاً كبيراً بين المعلومة والواقع والمواطن ….وخلق تخندقاً واضحاً وتشبثاً بالرأي والموقف لكل طرف بعيداً عن الآخر
وتبقى الحرب الاعلامية هي اللاعب الأساسي على ساحة الصراع السوري حالياً..
وتبقى الحقيقة برسم المواطن الذي يدفع الثمن !! ويبقى السؤال الى متى سيبقى الاعلام دون رقيب أخلاقي وانساني ؟؟ ومتى سيزهر الاعلام العربي ليرقى الى ثورة فكرية حضارية تخاطب عقل المواطن العربي قبل عواطفه .. وتحقق طموحاته …