رهان ميتا عل الذكاء الاصطناعي في مهب الخلافات الداخلية

تواجه استثمارات ميتا الضخمة البالغة 14.3 مليار دولار في “الذكاء الاصطناعي” تحديات واضحة، تتجلى في التوترات الداخلية داخل مختبر “الذكاء الفائق” (“إم إس إل”) وشراكتها مع “سكيل أي آي”، الشركة المتخصصة في وسم البيانات اللازمة لتدريب نماذج “الذكاء الاصطناعي”.
فقد أدى اندماج قيادة “سكيل أي آي” بقيادة ألكسندر وانغ مع البيروقراطية المعقدة في ميتا إلى استقالات بارزة، إذ غادر روبن ماير، نائب رئيس قسم منتجات “الذكاء الاصطناعي” في “سكيل أي آي” سابقًا، بعد شهرين فقط من انضمامه إلى ميتا، رغم قضائه خمس سنوات في شركته السابقة. كما أعلن الباحث ريشاب أغاروال ومديرة إدارة المنتجات شايا نايك عن رحيلهما، بينما غادر المهندس روهان فارما أيضًا، ما عزز حالة عدم الاستقرار في وحدة “الذكاء الاصطناعي”.
الموظفون عبّروا عن إحباطهم من البيروقراطية الداخلية، وهو ما أعاق تكيف المواهب الجديدة القادمة من شركات مثل “أوبن أي آي” و”آبل” و”غوغل” و”سكيل أي آي”. وقد تقلص نفوذ فريق “جين أي آي” الأصلي في ميتا بعد هذه التعيينات الجديدة، مما أثار تساؤلات حول استقرار طموحات الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ، خصوصًا بعد خيبة أمله من إطلاق “لاما 4” في أبريل/نيسام الماضي، الذي لم يرقَ لتوقعاته.
خيبة أمل ‘لاما 4’ تلقي بظلالها
تزامنًا مع هذه التوترات، بدأت ميتا التعاون مع شركات منافسة مثل “ميركور” و”سيرج” لتوريد البيانات، وذلك بعد تحفظ بعض الباحثين على جودة بيانات “سكيل أي آي” مقارنة بالمنافسين، رغم ضخامة الاستثمار فيها. وتشير التقارير إلى أن “سكيل أي آي” نفسها خسرت عقودًا مهمة مع شركات كبرى مثل “أوبن أي آي” و”غوغل”، وأقدمت على تسريح نحو 200 موظف في يوليو الماضي، بينما نجحت في الفوز بعقد بقيمة 99 مليون دولار مع الجيش الأميركي.
في سياق استراتيجي أوسع، سعت ميتا للاستفادة من وانغ في استقطاب خبراء “الذكاء الاصطناعي” من شركات رائدة مثل “أوبن أي آي” و”أنثروبيك” و”ديب مايند”، كما استحوذت على شركات ناشئة متخصصة في الصوت مثل “بلاي أي آي” و”وايف فورمز أي آي”، وأعلنت شراكة مع منصة توليد الصور “ميدجورني”.
ومع ذلك، فشلت محاولات ميتا للاستحواذ على شركات أسسها قيادات سابقة مثل إيليا سوتسكيفر وميرا موراتي، بينما رفض مرشحون بارزون مثل مارك تشن الانضمام إلى مختبر “إم إس إل”.
بالإضافة إلى التحديات الإدارية، أعلنت ميتا استثمارات ضخمة في مراكز بيانات جديدة، منها مشروع “هايبرون” في ولاية لويزيانا بقيمة 50 مليار دولار، بهدف تسريع تطوير النماذج المتقدمة لـ”الذكاء الاصطناعي” قبل نهاية العام، وسط تساؤلات عن قدرتها على المنافسة في السوق والحفاظ على الكفاءات اللازمة لمستقبلها في هذا المجال.
في ظل هذه الاضطرابات، يسعى مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لميتا، إلى تعزيز سرعة تطوير النماذج المتقدمة لـ”الذكاء الاصطناعي”، بعد أن جاءت نتائج إصدار “لاما 4” في أبريل الماضي أقل من التوقعات. ولتحقيق هذا الهدف، شرعت الشركة في ضخ استثمارات هائلة في مراكز بيانات جديدة، أبرزها مشروع “هايبرون” في ولاية لويزيانا بقيمة تقدر بـ 50 مليار دولار.
ووفق ما أورد موقع “بيزنس إنسايدر”، يواصل مختبر “الذكاء الفائق” في ميتا العمل على الجيل القادم من نماذج “الذكاء الاصطناعي”، مع خطة لإطلاقها قبل نهاية العام الحالي، بينما يبقى التساؤل قائمًا حول قدرة ميتا على المنافسة بشكل فعّال في هذا القطاع، وضمان استمرارية الكفاءات الحيوية لمستقبل الشركة في مجال “الذكاء الاصطناعي”.
ميدل إيست أون لاين