روائية كبيرة تختبئ وراء اسم مستعار !

 

خاص باب الشرق

مع صدور روايتها الجديدة ( حياة الكبار الكاذبة ) تتكرس الروائية إيلينا فيرانتي ضمن أشهر كتاب العصر رغم أنها أسم مستعار، وغير حقيقي. حيث مازالت هذه الروائية، تختبئ وراء هذا الإسم المستعار دون أن يؤثر هذا الإختباء على نجاح رواياتها . بالعكس، ربما يساهم في رواجها.

أخبرت فيرانتي دون أن تظهر أنها من خلال الإسم المستعار ( اكتسبت مساحة خاصة بي، مساحة خالية، منطقة حرية، حيث أشعر بالنشاط والحضور) . وأكدت أن خروجها من هذه المساحة سيكون مؤلماً جداً. وهذا التحدي واجهته في العام 2012 عندما نجح الفيلم المقتبس من أول أجزاء رباعيتها والمسمى بـ ( الصديق اللامع ) ولكنها قاومت هذه الشهرة الإضافية و استمرت بالإختباء وراء أسمها المستعار.

فهل تهرب فيرانتي من الشهرة باعتبارها  قيد يحد من حريتها وحركتها؟ أم أنها تريد البقاء كشخصية عادية غير مرئية لتستمر بالتقاط نبض الحياة، والإنخراط بحرية بتيار الصراعات البسيطة أو الكبيرة، البادية أو المعقدة، دون أن يضبطها أحد إعتماداً على شهرتها… بالنسبة لي أرى أن فيرانتي تتمسك بالإختباء وراء الإسم المستعار، لأن ذلك يجعلها شخصية من شخصيات رواياتها . صحيح  انها غير مدرجة بالنص، ولكنها موجودة على الغلاف – الإسم المستعار – يحافظ  لها على دور كشخصية من شخصيات الرواية خاصة وأن القارئ يستمر بالتفكير في حقيقة هذه الروائية وراء إسمها المستعار.

أشتهرت إيلينا فيرانتي بتصوير النساء اللواتي يتمتعن بالكثافة والذكاء أثناء تحديقها في الجانب القبيح من التجربة الإنثوية. وقدمت فيرانتي شخصيات لافتة ومؤثرة مثل شخصيتي ( ليلي و لينو ) أبطال الجزء الأول من روايتها ( الرباعية النابولية) ورغم أنها تكتب بالإيطالية إلا أن مترجتمها إلى الإنكليزية  آن غولدشتاين جعلت الجمهور الأميركي يتعلق بها و برواياتها المؤثرة، خاصة و أن هذا الجمهور رأى أن إختباء الروائية وراء الإسم المستعار أضاف تشويقاً و جاذبية لرواياتها.

بالفعل فإن للروائيين في إبداعهم مذاهب، وحتى الإختباء وراء الإسم المستعار، جعلته فيرانتي جزءاً من هوية إبداعها وجاذبيته، وهذه تجربة تدعو للتفكر والتأمل. أليس كذلك ؟!

باب الشرق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى