زهير قنوع… بحثاً عن «جولييت»
عندما قدّم السيناريست والمخرج السوري زهير قنوع مسلسه «أثر الفراشة» (بالإفادة من رائعة غابريال غارسيا ماركيز «الحب في زمن الكوليرا» ــ كتابة محمود عبد الكريم ــ بطولة: سمر سامي، عبد الهادي الصباغ، ياسر البحر، لين غيرة، بيار داغر، روبين عيسى)، قال عنه إنّه بمثابة هدية رومانسية متواضعة للجمهور، ودعوة صارخة للحب، وتحية لكل العشاق، خصوصاً كل «أنثى تجرّعت الظلم أو القهر أو الإجبار أو التحرش أو العبودية أو الإقصاء أو الخوف أو الاعتداء أو الابتزاز أو غيرها من الممارسات الذكورية المهينة التي لم تتوقف بحق حواء حتى اللحظة».
على المنوال نفسه، يبدو أنّ المخرج النشيط مستمرّ في مشروع فني يتصدى لما تتعرض له النساء في مجتمعاتنا. بعدما كان من المقرر له إنتاج وإخراج فيلم بعنوان «أدرينالين» (كتابته وإخراجه) وفيه غوص في عالم الغموض والتشويق والإثارة، عاد ليكتب على صفحته الشخصية على فايسبوك أنّه لم يمنح موافقة رقابية على النص، فقرر إلغاء الفكرة وباشر بكتابة نص فيلم جديد، قبل أن يعلن أخيراً أنّه سيكون بعنوان «البحث عن جولييت» (كتابته وإخراجه)، ويحكي عن التحرّش الذي تتعرض له النساء من خلال قصة حبكة سينمائية مشوقة.
في حديث مع «الأخبار»، يقول قنوع إنّه «لا زال التحرّش موضوعاً ملحاً في مجتمعاتنا، كما هو في العالم بأسره، وخصوصاً عند أرباب العمل… رغم التطوّر الهائل الحاصل في حياتنا، وتنامي فكرة حقوق الإنسان والدفاع عن المرأة، لا تزال حوّاء حتى اللحظة تعاني يومياً من التحرش بكل أنواعه».
في كواليس الوسط الفني، تجري أحداث الفيلم التي ستستمر لساعات عدّة فقط أثناء يوم تصوير لفيلم «جولييت 1962» الذي ينتجه المنتج والممثل النجم «يوسف» حول بشاعة التنمّر. مع بداية الأحداث، سيُقتل «يوسف» في موقع التصوير ويُعثَر عليه مرمياً على الأرض والدماء تحت رأسه في غرفة استراحته.
فور وصول الشرطة، وخلال أقل من ساعتين، سيحصل المحقق في موقع الجريمة وقبل تشريح الجثة على ثلاثة اعترافات من ثلاثة أشخاص مختلفين، كانوا موجودين لحظة وقوعها. فلكل منهم مبرّراته القوية للقتل، كما سيمثّل كل منهم جريمته في نهاية الشريط، وبعد أن نكون قد شاهدنا وعرفنا سبب وكيفية قتل كل منهم لـ «يوسف»، ومع غرقنا بالحيرة حول أي من الروايات الثلاث هي الحقيقة، سيتبين من خلال الطب الشرعي أنه لا جريمة قتل وقعت، وأنّ الوفاة حصلت نتيجة تسمّم نتيجة المزج بين الدواء والكحول.
سنعرف لماذا اعترف كل منهم بالأمر، وسنرى كم كان «يوسف» استغلالياً للفتيات اللواتي كنّ يطمحن للشهرة والنجاح، وسنرى قصصهن وكيف تلاعب بمشاعر إحداهن وأفقد أخرى عذريّتها، وكيف تحايل عليهن جميعاً لإرضاء غرائزه الجنسية المرضية.
حتى كتابة هذه السطور، لم يعتمد قنوع على أسماء ممثليه، فيما من المفترض أن يكشف عنهم خلال الأيام القليلة المقبلة.
صحيفة الاخبار اللبنانية