‘ستائر العتمة’.. بقعة ضوء على صمود يتحدى سجون إسرائيل
رام الله (الاراضي الفلسطينية) – شهد قصر رام الله الثقافي، مساء الاثنين عرض الفيلم الفلسطيني “ستائر العتمة”، الذي يحاكي 90 يوماً من المواجهة الملتهبة بين أسير فلسطيني ومحققين إسرائيليين في زنازين الاعتقال.
وشهد العرض الأول للفيلم الذي يبلغ طوله 70 دقيقة، وهو من إخراج محمد فرحان الكرمي، بالتعاون مع هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية (التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية) حضورا رسميا وشعبيا، وأسرى محررين.
وقصة الفيلم هي ترجمة سينمائية للرواية الفلسطينية “ستائر العتمة”، للكاتب الفلسطيني وليد الهودلي.
وعلى هامش العرض، قال الهودلي إن النسخة الأولى من الرواية صدرت عام 2001، وطبع منها عشرة طبعات، ولقيت اهتماماً ومتابعة كبيرة، لافتاً إلى أن تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي، يرجع إلى إنحسار دائرة القراءة، واتساع لغة الصورة والفيلم السينمائي.
والهودلي، فلسطيني لاجئ، ويسكن في مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين، قرب رام الله، واعتقل لمدة 14عاماً في السجون الإسرائيلية، تعرض للتعذيب والشتم، كما اعتقلت زوجته عطاف عليان أيضاً لمدة 14 عاماً.
وتدور أحداث الفيلم حول قصة المعتقل الفلسطيني “عامر”، الذي اعتقل وتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي، ووجهت له الشتائم من قبل ضباط التحقيق.
وظهر “عامر”، نداً عنيداً في مواجهة ضباط المخابرات الإسرائليين، الذين حاولوا جاهدين سحب اعترافات منه.
وتعرض للعزل في زنازين قذرة، لمدة تسعة أيام متتالية، ثم تناوب عليه عدد من المحققين، وهو مقيد اليدين، حيث انهال عليه الضباط بالضرب، ووجهوا له شتائم وألفاظ نابية.
ودخل “عامر” مراحل تحقيق عديدة، كان أبرزها إدخاله في قسم خاص للجواسيس، الذي يطلق عليهم “العصافير”، وتظاهروا أنهم شرفاء ومعتقلون على قضايا وطنية، لسحب الاعتراف منه، إلا أن عامر كان نداً لهم.
وأضاف الهودلي، الذي اعتقل لمدة 14 عاماً، في السجون الإسرائيلية، أن “ستائر العتمة، ملحمة تجسد بطولة الأسرى ومعاناتهم في السجون الإسرائيلية، تنقل صورة الأسرى للعالم، لتكون درسا لغيرهم”.
ويأمل الهودلي ترجمة فيلمه إلى لغات أخرى، وأن يشارك بمهرجانات دولية، ويعرض في العديد من الدول.
وأردف بقوله ” الفيلم يجسد صراع الإرادات، إرادة المعتقل الفلسطيني، الذي ينتصر لقضيته العادلة، وإرادة المحتل القوي المتجبر”.
ويشير الهودلي إلى أن الرسالة التي يقدمها الفيلم مساهمة مهمة وخطوة على طريق التوعية الأمنية ومعرفة الجيل الصاعد بالأوضاع التي تجري بسجون الاحتلال خاصة خلال فترة التحقيق ومرور المعتقل بالزنازين، وماذا يجري هناك في ستائر من العتمة كثيفة جدا، مؤكدا لابد من فضح جرائم الاحتلال وأساليبه الخبيثة التي يستخدمها ضد الأسرى.
ونوه إلى أن مشاهد الفيلم تم تصويرها في نفس الزنازين التي كان يعذب بها الأسرى وما كان يجري بها من أساليب تحقيق وأساليب مخابرات إسرائيلية وطرق تعذيب وحشية جدا حيث تم تصوير أهم ما فيها في سجن الفارعة.
وخلص الهودلي إلى أن “ستائر العتمة، هي قصة 850 ألف فلسطيني، وعربي، جربوا الاعتقال، وتعرضوا للتعذيب النفسي والجسدي، وللعزل والشتائم”.
من جهته قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع إن التعذيب جريمة حرب ما زالت سلطات الاحتلال تمارسها بحق الأسرى، وإن 71 أسيرا سقطوا شهداء في أقبية التحقيق جراء التعذيب منذ عام 1967.
وأوضح “التعذيب أصبح سياسة إسرائيلية تحت حجة أن كل أسير فلسطيني هو قنبلة موقوتة، وأن التعذيب يجري في إطار القانون الإسرائيلي، وأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي شرعت التعذيب”.
ودعا قراقع إلى إحالة كافة ملفات التعذيب كجرائم حرب إلى المحكمة الجنائية الدولية وملاحقة المحققين والمسؤولين الإسرائيليين عن هذه الجرائم التي تنتهك القانون الدولي ومواثيق ومبادئ حقوق الإنسان.
وذكر مخرج الفيلم، انه تم تسجيل لقطات الفيلم في مواقع متنوعة من الضفة الغربية، أبرزها مركز صالح خلف، شمال الضفة الغربية، حيث كان المركز سجناً للجيش الإسرائيلي، ويعرف باسم “سجن الفارعة”، دخله آلاف المعتقلين.
ويضيف الكرمي “الفيلم محاولة لتعريف المشاهد بمعاناة الأسرى من ناحية، وعرض أساليب التحقيق التي تنتهجها المخابرات الإسرائيلية”.
والفيلم من تمثيل وتصوير فلسطيني، وبتمويل عدد من المستثمرين الفلسطينيين.
ميدل ايست أونلاين