سفير تل أبيب الأسبق بالقاهرة: صفقات السعودية مع روسيا حبر على ورق

اعتبر دبلوماسيّ إسرائيليّ سابق أنّ الصفقات التي عقدتها المملكة السعودية مع الجانب الروسي خلال زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز التاريخية بمثابة حبر على ورق إذا لم تتدخل روسيا بشكل جاد في تقييد النفوذ الإيرانيّ المتصاعد في المنطقة.

وقال السفير الإسرائيليّ السابق في القاهرة، تسفي مازئيل في مقالٍ “تحليليّ” نشره على موقع “مركز أبحاث السياسة الأورشليمي”، الذي يترأسه د. دوري غولد، والذي جاء تحت عنوان “أمريكا تعود للقيلولة مرة أخرى”، قال إنّ زيارة الملك سلمان إلى موسكو، لم تكن بالقرار السهل على السعوديين، ولكن الحيرة الناتجة عن افتقار واشنطن لاتخاذ قرارات حاسمة لم تترك لهم أيّ خياراتٍ أخرى.

وتابع قائلاً إنّ المملكة رأت أنّ الوقت قد حان لبدء الحديث مع روسيا، التي أصبحت بسرعةٍ لاعبًا رئيسيًا وحاسمًا في منطقة الشرق الأوسط، سواءً من الناحية السياسيّة أوْ العسكريّة، للدرجة التي أصبحت فيها جزءً من أيّ حلٍّ، على حدّ تعبيره.

وأشار السفير الأسبق إلى أنّ أبرز بنود أجندة أعمال الملك السعودي كان هو ضرورة إقناع الرئيس الروسيّ بوتين بالخطر الذي تُشكّله إيران لجميع دول المنطقة بما فيها دول الخليج، لافتًا إلى أنّ الملك كان واضحًا جدًا في تلك النقطة خلال حديثه مع الرئيس بوتين.

وأوضح مازئيل أنّه بعد سنوات من التجاذب والتوافق بين الجانبين السعوديّ والروسيّ، خلصت المملكة إلى أنّه يجب عليها التحوط على رهاناتها، بأنْ تظل قريبةً من أمريكا، وتلتزم بشراء أسلحة ومعدات عسكرية أخرى بقيمة 110 مليارات دولار، رغم أن الائتلاف السنوي الذي كان من المفترض أنْ يتم تأسيسه بعد زيارة ترامب هو والعدم سواء.

ولفت الكاتب أيضًا إلى أنّ أن قطر لن تشارك في هذا التحالف بعد الحصار العربيّ المفروض عليها من الدول الأربعة (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، كما توثقت علاقتها بإيران، كما أنّها تدعم جماعة الإخوان وحماس والمليشيات المتطرفة في سوريّة وليبيا.

وأشار إلى أنّ أمريكا، التي تريد المحافظة على أكبر قاعدة جوية لديها في قطر لن تنضم هي الأخرى، أمّا مصر فانضمامها لمثل هذا التحالف يتعارض مع علاقاتها المتنامية مع روسيا.

وبعد كل هذا قال مازئيل إنّ المملكة شعرت بأنّه يجب عليها الذهاب وحيدةً إلى روسيا لشراء دعمها حيث تمّ توقيع ما لا يقل عن 15 اتفاقًا في مجالاتٍ متنوعةٍ، أمن وتسليح وفضاء واستثمار وتجارة واتصالات وغيرها.

وتزامنت الاتفاقات الروسية السعودية مع مسارعة واشنطن بيع نظام “ثاد” للدفاع الصاروخي للمملكة، ربما لمنع المملكة من إتمام صفقة مضادات الصواريخ S-400، والتي من شأنها أنْ تحدث اتصالات عسكرية وتكنولوجية وثيقة بين موسكو والرياض.

وشدّدّ الكاتب على أنّ كلّ هذه الاتفاقات مع الجانب الروسيّ ليست نهائيةً، بل مجرد إعلان للنوايا، وتنفيذ هذه الاتفاقات يعتمد بشكلٍ رئيسيٍّ على إجابة موسكو على سؤال التهديد الإيراني.

وتطرّق مزئيل إلى مصر، وقال إنّها أكثر الدول العربية شعبية وتأثيرًا، وتمتلك أكبر جيش، وهي في حالة سلام مع إسرائيل منذ عقود، وتقود التحالف السُنّي ضدّ إيران والإرهاب الإسلاميّ، وحليف قويّ لأمريكا، ولكن كلّ هذا لم يمنع الرئيس الأمريكيّ السابق، باراك أوباما من نبذ القاهرة، ساعيًا نحو استرضاء إيران وتوقيع الاتفاق النووي، والذي وصفه بأنّه طعنة في ظهر الدول العربيّة.

وتابع: الرئيس المصري يقود حربًا كبيرةً ضدّ الجماعات المتطرفة في سيناء، والتي تهدد أيضًا إسرائيل ويحتاج بشكلٍ كبيرٍ لدعم الولايات المتحدة الأمريكية، كما يسعى للقضاء على الاتجاهات المتطرفة في تعاليم الإسلام، وهي خطوة هامة يجب أنْ تأخذها الخارجية الأمريكية بعين الاعتبار، بحسب قوله.

ورأى أنّ مصر شعرت بالإهانة والخيانة، ورغم الاحتجاج الكبير من بعض الأحزاب السياسية والمعلقين والبرلمان، إلّا أنّ الرئيس السيسي لم يضم صوته لهم، واستقبل المبعوث الأمريكي جاريد كوشنر متجاهلًا دعوات إلغاء اللقاء، لافتًا إلى أنّ الداخل المصري يرى إنّه بالرغم من حسن نية الرئيس الأمريكي الجديد، فإنّ لا يمكن الوثوق بأمريكا، وهو ما يقرب العلاقات مع روسيا، وفي الوقت نفسه أنهت القاهرة إجراءات تعاقدها مع روسيا لبناء أربعة مفاعلات نووية بتكلفة 27 مليار دولار بتسهيلات في السداد وبقروضٍ من روسيا، قال سفير تل أبيب السابق في القاهرة.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى