تحليلات سياسيةسلايد

سلوفينيا تكشف تزييف الجزائر لتصريحات رئيس وزرائها

كشفت وكالة أنباء سلوفينيا كذب ادعاءات الإعلام الجزائري عن تصريحات مزعومة لرئيس الوزراء روبرت غولوب بشأن قضية الصحراء المغربية التي لم يتطرق لها مطلقا، وهي ممارسة باتت مكررة في الجزائر لدى زيارة مسؤولين أجانب رفيعي المستوى إلى البلاد، من خلال فبركة أحاديث على لسانهم لا يلبث أن يظهر زيفها بعد ساعات من تداولها.

وأشارت الوكالة السلوفينية إلى أن غولوب التقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وناقشه في مجموعة من القضايا التي تهم البلدين وتم الحديث عن مشاريع تتعلق بالغاز، ولم تشر بأي طريقة لملف الصحراء المغربية.

في المقابل نسبت وسائل إعلام جزائرية رسمية وخاصة لرئيس الوزراء غولوب الذي أجرى زيارة إلى البلد الاثنين الماضي أعقبتها محادثات مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قوله إنه لمس “تطابق وجهات النظر بينه وبين الرئيس تبون، حول الحقّ في الحرية وتقرير مصير الشعوب والأمم المكافحة من أجل نيل استقلالها، سيما فيما يخص فلسطين والصحراء”، وقالت أن سلوفينيا والجزائر ملتزمتان بالعمل سويا من أجل رفع التحديات الدولية، خاصة ما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية، والبحث عن حلول سلمية للنزاعات.

واستغل التلفزيون الرسمي الجزائري حديث المسؤول الضيف باللغة السلوفينية فزيف له ترجمة لتصريحات لم يدل بها حول موضوع الصحراء المغربية.

وتحاول الجزائر تغيير مواقف الدول التي تربطها معهم مصالح اقتصادية والضغط عليهم بخصوص النزاع المفتعل في الصحراء، في الوقت الذي نجحت فيه الدبلوماسية المغربية بتحقيق تقدم كبير على هذا الصعيد باعتراف متواصل من قبل الدول بالحقوق المشروعة للمملكة في أقاليمها الجنوبية.

وكان آخر موقف عبّرت عنه سلوفينيا بخصوص ملف الصحراء، هو اتفاق بين مجلس النواب المغربي والجمعية الوطنية بجمهورية سلوفينيا، في عام 2022 يؤكد على أهمية إيجاد حل سياسي واقعي قائم على التوافق لقضية الصحراء، طبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

واحتفى المغرب وسلوفينيا في عام 2022 بالذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، مؤكدين على الدور الهام الذي تضطلع به المؤسستان التشريعيتان في الدفع بعلاقات البلدين، كما شددا في هذا السياق على أهمية التوقيع على مذكرة تفاهم لتشكل لبنة أساسية في توطيد العلاقات البرلمانية الثنائية في مختلف المجالات وتعزيز الحوار وتبادل الآراء ووجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستوى الإقليمي والدولي، باعتبار المغرب شريكا أساسيا للاتحاد الأوروبي وفاعلا مهما على مستوى القارة الإفريقية وحوض البحر الأبيض المتوسط.

من جهته، دأب الإعلام الجزائري على تلفيق التصريحات للمسؤولين الأجانب بشأن قضية الصحراء بدسها في الترجمة، رغم افتضاح أمره في كل مرة، ومؤخرا قامت بنفس الممارسة خلال زيارة الرئيس التركي طيب رجب أردوغان.

ونقلت وسائل إعلام جزائرية من بينها صحيفة “الشروق” المقربة من الرئاسة، تصريحات عن تبون قال فيها “سجلنا توافقا في وجهات النظر بين الجزائر وتركيا حول ملفات دولية على غرار مالي والنيجر والصحراء” في حين لم يتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نهائيا عن قضية الصحراء ولم تنقل وسائل الإعلام الرسمية التركية عنه أي تصريح مشابه. وكانت القضية الفلسطينية لا قضية الصحراء، هي محور حديث أردوغان.

 

وتحرص أنقرة على موقف حذر من هذه القضية لعدم الإضرار بمصالحها فهي تحاول الحفاظ على توازن في العلاقات لضمان مصالحها ولن تغامر بعلاقاتها مع الرباط، فمواقفها دائما براغماتية لا تغضب الجزائر ولا تستفز المغرب.

ويبدو أن التلفيقات الجزائرية بخصوص المواقف الدولية من قضية الصحراء المغربية تشمل جميع اللقاءات الرسمية الجزائرية مع مسؤولي الدول الغربية والإقليمية، إذ قام الإعلام الجزائري بتحوير التصريحات الأميركية بهذا الخصوص لترد واشنطن وتدحض الشائعات الجزائرية حول موقفها.

كما لفق الإعلام الجزائري في عام 2021 خبرا زائفا لوكالة الأنباء الفرنسية حول “مقتل 6 جنود مغاربة بالشريط العازل”، ناسبا الخبر للوكالة المذكورة.

وجاء في الخبر الزائف أن “مصدر رسمي مغربي، في تصريحات لوكالة فرانس برس، بوفاة ستة جنود على الأقل من القوات الملكية المغربية نتيجة الاشتباكات مع البوليساريو”.

في حين لم يقم الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء الفرنسية بنشر أي خبر في الموضوع، ولقي هذا الخبر الزائف للإعلام الجزائري المنسوب لوكالة الأنباء الفرنسية موجة سخرية عارمة من قبل نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، متهمين الإعلام الاستخباراتي الجزائري بترويج الأكاذيب للرفع من معنويات عناصر بوليساريو وقياداتها في ظل خسائرهم المتواصلة على الصعيد السياسي والدبلوماسي.

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى