سهرة الرجال
إذا كنت في سهرة ورأيت رجلاً يضحك ويمرح ويتحدث مع المرأة التي تجلس إلى جانبه، فتلك المرأة ليست زوجته!
الرجل المتزوج هو إنسان طبيعي وعادي جداً حيث يكون وحده، ولكنه يتحول إلى شخص آخر حين يصبح مع زوجته! ففي حضور الزوجة يفقد كل ما يتمتع به من جاذبية في الحديث، وخفة الدم والحركات ولا يتلفت يمنة ويسرى، ويصبح أقرب ما يكون إلى تمثال جامد يلوذ بالصمت! ونادراً ما يتكلم إلا إذا طرح عليه سؤال مباشر، فيرّد بأقل عدد ممكن من الكلمات وبحذر شديد خوفاً من ارتكاب خطأ في حضور زوجته فتكون السهرة مأساوية لديه، ويدخل في تحقيق مع أم أولاده في كل كلمة قالها وتم تسجيلها في ذاكرتها والتي تكون في حالة استنفار شديد ويقظة في أثناء السهرات والمناسبات الاجتماعية بشكل خاص.
في السهرات ينسى بعض الرجال أنفسهم ويندمجون في أجواء البهجة ويشاركون بالتصفيق لإحدى الحسناوات وهي ترقص، وقد يشارك البعض في الرقص، وهؤلاء سيكون حسابهم عسيراً بعد أن يعودوا إلى منازلهم، وتكون ليلتهم أشدّ سواداً من كحل العيون غير المغشوش والذي فقدناه هذه الأيام!
النساء يعرفن على الفور ما إذا كانت المرأة التي تجلس مع أحد الرجال في حفلة ما، هل هي زوجته ، أو سكرتيرته ، أو صديقته ، أو عشيقته ، وذلك ليس من تصرفات تلك المرأة ، بل من تصرفات الرجل الذي يرافقها، فإذا كان جامد النظرات، مكتوف الأيدي قليل الكلام وعديم الضحك والانشراح تكون زوجته ، أما إذا كان أنيقاً ويتعامل مع المرأة بجانبه بشيء من الغرور تكون سكرتيرته ، ولكن حين يكون ضاحكاً سعيداً مغازلاً تكون المرأة التي يحبها أو يتظاهر بأنه يحبها، لكي يصل إلى قلبها قبل أن تنتهي السهرة ،كما كان يخطط منذ بدايتها.