سوريا ..من فشل الى فشل ..!!
من فشل الى فشل ..بدأت الأزمة السورية تثير حالة من اليأس والاحباط الداخلي والخارجي في امكانية ايجاد حل سياسي يوقف هذا العنف والقتل والدمار .. فمنذ أن تم تعيين موفدالجامعة العربية نبيل العربي الى سوريا لايجاد حل سياسي مروراً بالدابي وبان كي مون واليوم الابراهيمي .. والفشل نتيجة باتت معروفة مسبقا”لأي مبادرة ..
والسبب تعنت الدول الداعمة لكل طرف في هذا الصراع، ووجود السلاح، وتغلغل وتشكل مافيات جديدة من تجار الحروب والأزمات وهم المستفيد الأكبر من استمرار هذا الصراع والذي فتح سوقاً على مصراعيه للتجارة بدم الشعب وأرزاقه وحياته ..
واقع أزمة أليمة يعيشها الشعب السوري تنعكس على حياته المعيشية والأمنية والاقتصادية تتجسد، اضافة للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، بهجرة واسعة لطيف كبير من الشباب الواعي المثقف ورؤوس المال والطبقة المتوسطة الحاضن الشعبي للفكر الديمقراطي المتعلم التي لا ترى أن الحل العسكري والتصعيد العنفي هو حل صحيح، ولا تريد في ذات الوقت أن تدفع ثمن موت أرعن ودمار قاتل .. وترى أن ما يحصل اليوم هو لعبة قذرة لا تريد أن تكون شريكة بها، وأن القرار السوري لم يعد بيد السوريين أنفسهم بل اصبح بيد الدول الداعمة للصراع والممولة له.
واقع يفرض مرحلة قادمة من الفراغ السياسي والفكري بتهميش البقية الباقية من هذه الطبقة بارتفاع صوت السلاح مما يخلق فراغاً سياسياً وفكرياً وانسانياً على الأرض يملؤه الفكر والمال المتطرف والذي بدأ يظهر بصورة واضحة اعلامياً وميدانياً من خلال التصفيق والتهليل له ولانجازاته العسكرية .. مرحلة فرضها النظام بحله الأمني العسكري ورفضه أي حلول سياسية بداية واستمراره بالقتل والقمع والاعتقال ليكون العنف والتطرف رد فعل متوقع في بيئة غير ناضجة سياسياً ومهيأة طائفياً في ظل التحريض والتجييش الاعلامي غير المسبوق، وغياب القانون والدولة والتهاء النظام بحماية أمنه على حساب حماية مواطنيه .. مرحلة ترخي ظلالها بثقل غير مقبول انسانياً ولا وطنياً وتنبئ بمرحلة سوداء من الاقتتال المسلح الطائفي الأهلي، اضافة الى تراكم الأحقاد ورغبة الثأر والانتقام بغياب القانون والعدالة والمحاسبات .. فكل يغني على ليلاه ويحاسب حسب رؤيته للأمور ونظرته للأخر ويوزع شهادات الخيانة والوطنية حسب الطائفية والمصالح الشخصية .. فلم يعد هناك ضوابط أخلاقية تحكم الوضع السوري منذرة بحالة من الفلتان الأمني الشديد والتسيب ليصبح عامل الوقت القاتل الرئيسي لأي أمل بمبادرة تكون فعلاً قادرة على انهاء الصراع والوقوف على الحد من الخسائر الكارثية المدمرة التي حدثت الى اليوم في نسيج المجتمع السوري وبنيته الاقتصادية والاجتماعية .. ولترك مجالاً لما تبقى من حسن نية ومنطق ووعي وطني ليعمل على تضميد الجراح و لئم التصدعات من خلال العدالة الانتقالية.
فالوقت اليوم ليس لمصلحة سورية. انه كالسم القاتل، والاسراع بايجاد حل حقيقي على الأرض يضمن وقف العنف من خلال تجفيف منابع السلاح والتمويل والتحريض الطائفي لم يعد بيد الابراهيمي وحده.. انما أصبح برهن الدول العظمى التي تقاتل بالشعب السوري وتقتله بتخندقها خلف شعارات الخوف على سوريا والسلم الأهلي وامن المنطقة …
هناك خوف حقيقي على تمزيق سوريا وتقسيمها .. وخوف من انتقال ما يجري في أرضها الى باقي دول المنطقة .. هناك خوف حقيقي على تدمير حضارة عمرها ألاف السنين وتفكيك بنية شعب عمره ألاف السنين .. ولكن يبقى الخوف الأكبر من تجار الحروب الذين استباحوا سوريا وأسسوا لهم مستعمرة من المال قائمة على تكريس التطرف والانقسام بقوة المال والسلاح … فكيف سيسمحون بحل سياسي وهم الطرف الثالث الأقوى …؟؟