سورية مآسي بعد الحرب : الحرائق ، والهبيط ، والبرد !

خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

بعد مأساة الأطفال السبعة الذين احترقوا في المناخلية في دمشق في الثاني والعشرين من كانون الثاني الماضي، وقعت مآسي أخرى سقط فيها سوريون ضحايا، ومن بينها مأساة الأطفال الخمسة مع ستة أشخاص التي وقعت قبل يومين في انهيار بناء في حلب. أي أن السوريين يخرجون من الحرب لتحاصرهم وتهزهم مآسي مابعد الحرب من ظروف اقتصادية واجتماعية ومناخية، وغيرها من الظروف التي تواجه الشعوب الخارجة في لظى الحروب الضارية .

ومع أن مأساة حي المناخلية التي تسسبت بها مدفأة كهربائية مرّت سريعاً كما تمر مآسي الحرب الأخرى، إلا أن المأساة الأخيرة في حلب استنفرت الجهات المعنية للبحث في ظاهرة أكثر من خطيرة هي أثر الحرب على الأبنية السكنية وارتفاع نسب احتمالات الانهيار فوق السكان .

وفي التقارير الإخبارية التي تناقلتها وسائل الإعلام السورية أن 11 شخصاً لقوا مصرعهم بينهم خمسة أطفال، في انهيار بناء مؤلف من خمس طبقات في حي صلاح الدين الشعبي بحلب،  وفي وصف مأساوي للحظات الانهيار قال شهود عيان إنهم “استيقظوا صباحا على أصوات مرعبة من جراء تداعي أركان بناء بالكامل في شارع عودة الباص”وسبب الانهيار كما قالت مصادر مجلس مدينة حلب هو آثار الحرب مبينا أنه لا يتردد في إخلاء أي بناء مهدد بالسقوط، كما فعل في 28 الشهر الفائت عندما هدم 20 منزلاً في منطقة المغاير بحي الكلاسة، بعد إخلائها من سكانها إثر ظهور تصدعات وتشققات فيها وتكهفات وفتحات في الشوارع الممتدة إلى أسفلها، بعد وفاة  5 أشخاص في 6 الشهر الماضي في حي الصالحين، التقرير الصحفي الذي نشر صباح اليوم التالي لمأساة حي الصالحين أشار إلى أن الانهيار تم بشكل مفاجئ من دون أي مؤشر على احتمال السقوط. وأفاد مختار الحي«حسن جوق» ولجنة الحي أنه لم تتم أية مراجعة أو شكوى من السكان على وجود تشققات أو إمكانية الانهيار.وفي تقرير مرعب نشرته صحيفة تشرين الأحد الماضي فإن هناك 85% مـن الأبنية متصدعة.. و10 آلاف مبنى عالية الخطورة، وقد شهدت الاجراءات الاحترازية التي أعلن عنها فيما بعد قرارات على غاية الأهمية أعلن عنها محافظ حلب حسين دياب في تصريح صحفي قال فيه : “إن المعلومات الأولية تؤكد وجوب إخلاء أكثر من 4 آلاف عائلة تسكن في أحياء أبنيتها شبه مدمرة بسبب الأعمال الانتقامية الإرهابية مثل صلاح الدين والأنصاري والشعار وسد اللوز والفردوس والصالحين، ويصل عددها إلى نحو 10 آلاف بناء، الأمر الذي يتطلب موافقة جهات وصائية على قرار الإخلاء «غير القانوني» لكنه يبعد خطر الموت عن الأهالي.” (الوطن)، وجاء ذلك غداة اجتماع واسع للمحافظة مع مجلس المدينة مع الجهات المختصة والمعنيين بالأمر.

ومما يذكر أن حريق المناخلية كان قد وقع في منزل المواطن السوري حسان عرنوس الكائن في الطابق الرابع والملحق، ونتيجة للحريق تهدم سقف المنزل فوق الأطفال السبعة القاطنين فيه والذين توفوا جمعيم جراء الحادثة. وفي تقارير نشرت عن سبب الحريق فإن الحرارة المشعة الناتجة عن مدفئة كهربائية أرضية ذات وشيعة أدت إلى إحماء المادة القابلة للاشتعال، واشتعالها على شكل احتراق ناقص «عسيس» تطور إلى لهب مفتوح نتيجة توفر الأوكسجين وشوهد العسيس بالعين المجردة في المدفأة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى