سيمون: أتمنى السير على خطى فاتن حمامة
بعد غياب لأكثر من خمس سنوات، تعود الفنانة سيمون الى الساحة الفنية من خلال مسلسل «بين السرايات»، الذي يشاركها بطولته كلّ من: باسم السمرة ونسرين أمين وصبري فواز وروجينا، ومن تأليف أحمد عبدالله، وإخراج سامح عبد العزيز، وإنتاج «العدل غروب».
عن فترة غيابها عن الدراما، تقول سيمون لـ «الحياة»: «عُرض عليّ خلال الفترة الماضية سيناريوات كثيرة، لكنني اعتذرت عنها وفضّلت الابتعاد عن تقديم عمل فني لا أقتنع به. إذ اعتدت طوال تاريخي الفني، المشاركة في الأعمال التي تؤثر في الجمهور وتعيش لسنوات طويلة، لا العمل من أجل الوجود فقط، ومسيرتي الفنية تمتدّ لـ25 عاماً لم أقدم خلالها سوى 15 عملاً فنياً متنوّعاً بين ألبومات غنائية ومسلسلات وأفلام سينمائية ومسرحيات. وعلى رغم فترة الغياب التي يرى بعضهم أنها طويلة، إلا أن الجمهور يذكرني دائماً ولم ينسني، لأنه على يقين تام بأنني أحترمه في كل ما أقدمه». وتضيف: «معظم المنتجين الموجودين على الساحة الفنية، أصدقائي وكانوا على تواصل دائم معي ويسألونني عن أسباب غيابي، وكنت أرد بأنني لا أرغب في تجسيد شخصيات تقليدية موجودة في معظم الأعمال الفنية، بل أبحث عن الشخصية الجديدة ليس بالنسبة إلي فقط، ولكن الى الدراما أيضاً. ولا أخفي أنني مندهشة من النماذج السلبية للمرأة المصرية التي تتناولها الدراما خلال الأعوام الماضية، وليس معنى ذلك أنني ضدّ كل ما قُدم، ولكن كان يجب إبراز الدور الحقيقي للمرأة في المجتمع، وإلقاء الضوء على النماذج الإيجابية في شكل أكبر».
وتوضح سيمون أنها تتمنى السير على خطى الفنانة الراحلة فاتن حمامة، في اهتمامها بقضايا المرأة وإظهار الجانب الإيجابي فيها، والدور المهم الذي تقوم به في بناء هذا المجتمع، كون الفن في العصر الحديث لم يتحدث عن المرأة المصرية بما تستحقّه ولم يعطها قيمتها الحقيقية، مشيرة إلى أن الفن يجب أن يكون لديه جانب مشرق يبعث بالتفاؤل والأمل إلى الشعوب، وهذا ما تريد أن تتبناه في الفترة المقبلة.
وعن مسلسلها الجديد، تقول سيمون: «للمرة الأولى، أوافق على المشاركة في عمل فني قبل الانتهاء من كتابته في شكل كامل، ولكن بمجرد قراءتي السيناريو، وجدت ما كنت أبحث عنه من حيث القصة الجديدة والشخصية المختلفة. وأجسّد من خلال العمل، شخصية فتاة تُدعى «صباح» وهي من الطبقة المتوسطة التي أصبحت في عصرنا هذا تنحدر لتقترب من الطبقة الفقيرة، وتعمل «سايس سيارات» وهي من المهن غير الموجودة في أي دولة في العالم سوى مصر وتحديداً في القاهرة، وعلى رغم تعرّضها للعديد من الظروف الصعبة، إلا أنها تتمسّك بالشرف والأمانة وتحاول تحقيق طموحاتها بطرق مشروعة». وتشير الى أن أكثر ما أعجبها في الدور هو إظهاره قصة كفاح سيدة تنفق على ابنها وشقيقتها ولا تبحث عن الرجل ليصرف عليها، بل قررت تحمّل المسؤولية واستكمال حياتها من دون مساعدة أحد. هي شخصية تقدّم للمرة الأولى في الدراما المصرية، وتظهر كل التفاصيل الخاصة بتلك النوعية من الفتيات. أعجبني أيضاً في المسلسل، أنه يعتمد على البطولة الجماعية، ويناقش مجموعة قضايا من خلال الشخصيات التي تربطها خطوط درامية متّصلة».
وعن استعدادها للشخصية، تؤكد سيمون أنها بذلت مجهوداً كبيراً في التحضير لها، خصوصاً أن الشخصية تتطلّب منها الحديث بأسلوب مختلف عن طبيعتها، موضحة أنها أخذت بعض التفاصيل الخاصة بالدور وطريقة الكلام من شخصيات موجودة على أرض الواقع. وتشير إلى أن الشخصية التي تجسّدها مأخوذة من قصة سيدة تعيش في منطقة بين السرايات وتمتهن هذه المهنة، أما من الناحية الشكلية فلم تبذل مجهوداً في ذلك، خصوصاً أن الشخصية ترتدي ملابس عادية جداً ولا تضع مكياجاً. وتوضح سيمون أن التصوير الخارجي كان من أحد العوامل التي جعلتها تشعر بالإرهاق، لا سيما وأن معظم مشاهدها تصوّرها في شوارع القاهرة، وعلى رغم ذلك تقول إنها تشعر بالسعادة لأنها تقدّم شخصية لمستها منذ اللحظة الأولى من عرض العمل عليها.
وتضيف: «آليات العمل اختلفت تماماً عن الفترة الماضية، ولا أستطيع تقويم مدى اختلافها سواء للأفضل أم للأسوأ، لكنني أرى أن الإمكانات المستحدثة في الصناعة أضفت الكثير من عناصر الجذب للمشاهد. كما أن طريقة الإخراج والتصوير أصبحت من العناصر الأساسية لنجاح أي عمل فني، وليس القصة فقط أو طريقة أداء الممثلين. وأعتقد أن كل تلك العوامل متوافرة في مسلسلي، الذي أتمنى أن ينال إعجاب الجمهور ويحقق لي العودة القوية الى الدراما».