‘صائد الجرذان’ توليفة من مقالات وقصص قصيرة ومذكرات مختارة
من الانتاجات الثقافية للكاتب والمخرج المسرحي لطيف نعمان سياوش كتاب (صائد الجرذان)، وهو عبارة عن مجموعة مقالات وقصص قصيرة وقصص قصيرة جداً ومذكرات مختارة مجموعها (53) قصة عن أشخاص من عنكاوا وآخرين التقى بهم الكاتب في مراحل من حياته، كتبها بطريقة أدبية سلسة ومشوقة للقراءة، إضافة إلى مقالات ومذكرات عن حياة الكاتب كمخرج مسرحي.
وكانت القصة القصيرة (صائد الجرذان) هي التي اختارها المؤلف لتكون عنواناً لهذا الكتاب الذي جاء في (160) صفحة من الحجم الصغير، واحتوى غلاف الكتاب على صورة لشجرة تساقطت أوراقها، في إشارة إلى هجرة مكونات الشعب العراقي، وتعرض ما تبقى منهم إلى الوجع والقحط.
كلما تقدم بي العمر يزداد شعوري بمقدار جسامة تلك المسؤوليات، وأركل وسادتي بعيداً، لاسيما لو تزامن ذلك مع استفحال جرح الوطن، وفي داخلي شعور يقول: لاخير في قلم لم يسل حبراً لجرح الوطن
يؤكد الكاتب في مقدمة الكتاب : “تؤرقني كثيراً مقولة الكاتب المسرحي جان كوكتو: “على الفنان عندما يشعر بدفء وسادته أن يركلها بعيداً” .. كلما أصادف إعوجاجاً أتذكر هذه المقولة، وأشعر بمسؤوليتي في المساهمة في تقويم هذا الإعوجاج لو كان ذلك بمقدوري.. ربما لم أكن أدرك في بداية مشواري مقدار المسؤولية الجسيمة التي تقع على عاتق الكاتب أو الفنان للحد الذي تؤرق حياته وتحيلها الى قلق مزمن.. كلما تقدم بي العمر يزداد شعوري بمقدار جسامة تلك المسؤوليات، وأركل وسادتي بعيداً، لاسيما لو تزامن ذلك مع استفحال جرح الوطن، وفي داخلي شعور يقول: لاخير في قلم لم يسل حبراً لجرح الوطن.. كيف يغفو لي جفن؟.. وكيف لا أركل وسادتي؟ وأنا أنتمي لوطن يعد الوحيد في العالم حكامه ينامون على مليارات الدولارات، وشعبه يضع رأسه على وسادة من الحجر، وينام جائعاً وعارياً على الحصران..!”
ضم الكتاب الذي جاء في مائة وستين صفحة من القطع المتوسط، فصولا عدة في توليفة جميلة ومعبرة عكست رؤى وقناعات هذا الكاتب والمسرحي، لاسيما في تعاطيه مع المسكوت عنه ليخوض مغامرات سردية مع أبطاله وشخوصه المتمردة على حواجز الاغتراب النفسية في فضاء الأوراق البيضاء.
ففي الفصل الأول جمع في إطاره مجموعة من القصص القصيرة والقصص القصيرة جداً المعبرة والموحية والدالة، على ثراء عالمه الإبداعي والتعريف بخبايا النفس البشرية عبر سرد لملامح من ملحمة الألم والوجع العراقي الطويل، بالتركيز على ثيمة الانحياز تجاه الأقليات، وكذلك تجده مدفوعا دفعا وراء فكرة معينة يلاحقها فتستدرجه إلى مكان معين هنا وهناك من مرافئ حياته.
في حين جمع في الفصل الثاني (دروس في المسرح) مجموعة من مقالاته التي شخص فيها ظواهر متنوعة من واقع المسرح العراقي حيث كان مؤلفا ومخرجا وممثلا وعضوا فاعلا في أكثر من فرقة مسرحية بفضل تخصصه الدقيق في دراسة المسرح أكاديمياً.
أما الفصل الثالث (من دفاتر طفولتي) نجدها (الطفولة) تترك أثرا عميقا وجميلا وكذلك مراً في نفسه لا تمحوه الأيام، فقد كانت لهذه المرحلة خصوصيّة في ذاكرته كرس فيها بعضاً من مشاهد إنسانية عميقة عاشها في طفولته.
وفي الفصل الرابع (من دفاتر مذكراتي) عرض لمجموعة من المواقف التي عاشها أو تعرض لها في مراحل مختلفة، إجتزأ بعضها ليقدمه على صفحات هذا الكتاب الذي يحتاج كل فصل فيه، أن يطوره الكاتب لطيف نعمان ساويش ليصدر في كتاب منفصل يغني به القارئ ويعبر عن ذاته بكل تجلياتها ولوعاتها، وما أفرزته من مواقف حاسمة، وما حملته من آلام ومعاناة مريرة في ظل نظام الدكتاتورية والاستبداد البغيض.
الكاتب والمخرج المسرحي لطيف نعمان ساويش ولد في كركوك في 16 / 6 / 1949 م، ودرس فيها الابتدائية والثانوية ثُم انتَقل إِلى بغداد ودرس فيها المسرَح، تخرج في بداية سبعينَيات القرن العشرين وعمل من حينها في فرقة المسرح الشَعبِي، وفرقة مسرح اليَوم.
حصل على دِبلوم فنون مسرحية من معهد الفنون الجميلة في بغداد، عضو نقابة الفَنانين /المَركز العام/ بغداد منذُ عامِ 1972 م، عضو جمعية الفَنَّانين النَاطقين بِالسريَانِية /بغداد منْذ تأسيسها عامِ 1976 م، عضو نقابة الصحفِيين العالميين (انترنشنال)، عضو نقابة صحفِيي كوردستَان عضو منظمة فَنانِي كوردستَان .يكتب المقالة، القِصة القَصيرة والقَصيرة جِدا والمسرحيات.
كرمَ لمناسبة مئوِيةِ الصحافة الكوردِية من قبل وزارة الثَقَافَة لإِقْلِيم كوردستان، عمل في مجال التمثيل، هندسة الاضاءة، الماكياج والإِدارة المسرحية في تسعٍ وعشرين مسرحية في بغداد، كركوك، أَرْبيل، دهوك والمَوصِل.عمل محررا لِسَنَوات في جريدة (بهرا) ، وكتب مئات المَقَالات فيها، أغلبها بِأَسماء مستعارة: أَدور، كشيرا، رمشة سياوش، رنين وغَيْرها، أخرج باللغات : السرْيَانِيَّة / الكُوردِيَّة /العَرَبية ، تسْع عشرة مسرحية، عضو ناشط في فرقة المسرح الشعبي منْذ عام 1971 م ولغاية تجمِيد نشاطِها في تِسْعينيات القرن الماضي. نشر كِتَاباته في الكثير من المواقع والمجلات والجرائد.