صدمة هجوم حماس تخيم على احتفالات الإسرائيليين بقيام الدولة
الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة تتسبب في إلغاء جزء من احتفالات إسرائيل بيوم الذكرى.
تُحيي الدولة العبرية في يوم ذكرى قيامها ذكرى الجنود الذين قضوا أثناء خدمتهم وضحايا الهجوم الذي نفذته حماس وأدى إلى اندلاع الحرب على قطاع غزة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني.
في ركن جديد في المقبرة العسكرية الإسرائيلية في القدس، يغلب التأثر على حشد كبير من العسكريين والأقارب والأصدقاء أتوا اليوم الاثنين لإحياء ذكرى جنود سقطوا في الحرب على قطاع غزة، في ذكرى قيام إسرائيل على وقع الحرب وصدمة هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وازدحمت سائر ممرات مقبرة جبل هرتزل التي تضمّ قبور شخصيات إسرائيلية كبيرة مثل مؤسس الصهيونية تيودور هرتزل أو رئيسة الوزراء غولدا مئير، فيما زيّن البعض بباقة أزهار زرقاء وأوشحة بألوان نوادي كرة قدم، المقابر التي تتناثر بينها أشجار الصنوبر والتين.
وبدأت مساء اليوم الاثنين الاحتفالات بمناسبة ذكرى قيام دولة إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948 وتستمر 24 ساعة. وقد أُلغي جزء من التظاهرات الاعتيادية بسبب الحرب في مواجهة حركة المقاومة الإسلامية حماس.
ويقول يهوشوع شاني (61 عامًا) أمام قبر نجله “هذا العام مختلف” لأن 620 جنديًا وشرطيًا قُتلوا منذ هجوم حماس وكذلك “لأن الحرب لا تزال مستمرة” في قطاع غزة.
وكان ابنه ملازمًا في لواء غولاني حارب يوم هجوم الحركة الفلسطينية طيلة “تسع ساعات” على الحدود مع قطاع غزة، ثمّ عاد مع رجاله سالمين إلى قاعدة كيسوفيم قبل أن يقتلهم صاروخ أصاب قاعدتهم.
ويضيف شاني “حتى لو ارتفعت أصوات معارضة لطريقة شنّ الحرب تقول إننا لسنا موحدين، الوحدة هنا وتعطينا أملًا … في تدمير حماس رغم الألم والحزن”.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول بعد شنّ حركة حماس هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصاً غالبيتهم مدنيون.
وخطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصا ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفي 36 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.
ورداً على الهجوم، نفذ الجيش الإسرائيلي حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة تسببت بسقوط 35091 قتيلاً غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وبالنسبة لنويا ليف التي فقدت أحد أبنائها قبل 22 عامًا في مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة، تحيي الخسائر الجديدة في صفوف الجيش الإسرائيلي ألمها.
وتقول ليف وهي جالسة على مقعد أبيض صغير أمام قبر ابنها هاغاي “الأمر صعب جدًا بالنسبة لنا، لدينا أحفاد وصهر” في الجيش بينهم “حفيد في الوحدة نفسها” التي كان فيها ابنها المتوفى أي لواء غيفعاتي.
وتصف ابنها بأنه كان طويل القامة وكان شعره أحمر ولديه نمش وابتسامة عريضة وقد مدّد خدمته العسكرية طوعًا بعد العامَين الإلزاميَين.
وتضيف “كان عمره 24 عامًا حين قُتل خلال مهمة عسكرية للبحث عن أنفاق في قطاع غزة في العام 2002 وكان العثور عليها حينها أصعب بكثير من اليوم”.
وتتابع “كل يوم هو يوم ذكرى هاغاي … لكن من المهم أن نروي قصته اليوم ليعرف الناس من هم الجنود الذين نراهم في الحافلات وفي كل مكان وليعرفوا مدى إخلاص هؤلاء للجيش والبلد”.
وعند الحادية عشرة صباحًا انطلقت صفارة الإنذار ووقف جميع من في المقبرة صامتين وبعد دقيقتين من الصمت المطبق في كلّ أنحاء إسرائيل، حلقت طائرات مقاتلة في الأجواء تكريمًا لذكرى الضحايا.
ميدل إيست أونلاين