صورة من الحياة
ينتظرها زوجها ، ينظر إلى ساعته ، لقد تأخرنا عن الموعد ! يحاول أن يُلهي نفسه بشيء ، تمتد يده إلى جهاز التحكم في التلفاز، لا يجد مفراً من ثقل انتظار زوجته المصون إلا في التنقل بين المحطات .
هو لا يرغب في مشاهدة برنامج محدد ،فعليه أن يلحق موعد العشاء الذي دُعي إليه مع زوجته ، يفيق من شروده ، يصيح : أين أنت يا امرأة؟ تأخرتا كثيراً ، يسمع صوتها يجيبه بهدوء : كدتُ أنتهي !ما هي إلا لحظات حتى تظهر أمامه بكامل أناقتها ومكياجها ، تلفّها رائحة العطر من كل جانب، يسألها من أنت ؟ أين هي زوجتي؟ تردّ عليه بغنج ودلال: كفاك سخرية ، اعترف بأن مكياجي يعجبك !
يسكت ، يفكر ، يقرر، يتابع السكوت ! تتأبط ذراعه ، ينظر إليها بطرف عينه قائلاً لها ومعاتباً: أرغب في عودة زوجتي الحقيقية ، وأوافق على وضع القليل من مساحيق التجميل شريطة أن يضيف إلى جمالك لا أن يغير أوصافك.
تلك هي صورة من الحياة ، حيث يعاني الرجل من انفصال بين الفكر والسلوك، فهو يحجب زوجته عن عيون الآخرين، ويفضّل في الوقت نفسه أن يتعامل مع المرأة المتبرجة وتلك التي تلبس ما خفّ وضاق وشفّ !