ضامنو «أستانا» يستبقون قمّة تركيا بتأكيد خلافاتهم
تواصل الأطراف الثلاثة الضامنة لاتفاق أستانا استعداداتها للقمة المزمع عقدها في تركيا في الـ16 من الشهر الجاري. وعلى رغم الانسجام الذي يظهر في مواقف كلّ من روسيا وتركيا وإيران بخصوص العناوين العريضة، وإعلان التمسك بالمسارات السياسية للوصول إلى الحل، إلا أن الدول الثلاث لا تزال تشدد على وجود القضايا الخلافية، وترفع السقف إلى حدّه الأعلى
بعدما كان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قد شدد ، على عدم شرعية الوجود الأميركي شرقيّ الفرات، وعدم موافقة إيران على أي اتفاقات تعقد معه، أكد ظريف، أمس، حرص بلاده على تسوية الأزمة في سوريا عبر الحلول السياسية، والترحيب بكافة أوجه التعامل الإيجابي بين دمشق ومنظمة الأمم المتحدة.
وقال ظريف، خلال لقائه مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، إن «طهران لطالما شجعت على استمرار التواصل بين الجانبين». وفي مقابل ما تبديه طهران وموسكو من الحذر من العلاقة الأميركية – التركية الحذرة والقلقة بالفعل، وما نتج منها شرقيّ الفرات، بحسب ما ظهر على لسان وزيري خارجية البلدين أول من أمس، تبدي تركيا حرصها على هذه العلاقة، في الوقت نفسه الذي ترفع فيه سقف طموحها في المنطقة الحدودية إلى حدّ التلويح بالتصرف الأحادي إن لم تفِ وانشطن بالتزاماتها معها.
وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، إن تركيا لديها خطط بديلة ستطبقها في حال عدم التزام واشنطن وعودها بشأن «المنطقة الآمنة»، مؤكداً أن أنقرة «قادرة على فعل ما يلزم»، وأن لديها «خطة ب، وخطة ج، إن لم تلتزم الولايات المتحدة وعودها بشأن المنطقة الآمنة، ونحن مستعدون لتطبيقهما». وأضاف أكار أنه «لم ننسَ تجاربنا في ما يتعلق بوعود الولايات المتحدة في منبج والرقة، لذلك نتابع بدقة ومن كثب التزام الوعود التي قطعتها واشنطن بشأن المنطقة الآمنة، ولن نقبل بأي أمر من دون التدقيق في كل المعلومات المقدمة لنا».
كذلك، بينما تشدد طهران وموسكو على «شرعية العمليات» التي يقوم بها الجيش السوري في إدلب، وأنها حق مشروع للدولة السورية، ولم تخرج عن سياق تنفيذ توافقات أستانا وسوتشي، أعاد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التأكيد أن «منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب السورية تختفي تدريجاً»، مشيراً إلى «أنها صارت الآن مجرد حبر على ورق».
وأضاف أردوغان أن «من المستحيل السكوت عن هجمات الجيش السوري في إدلب»، وأنه «سيواصل إجراء ما يلزم من اتصالات مع كل الأطراف في المنطقة». ولفت، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التشيكي عقده في أنقرة، إلى أن «إدلب تتعرّض للتدمير رويداً رويداً، فكما دُمّرت حلب وسويت بالأرض، فإن إدلب تتعرض لسيناريو مشابه وبذات الطريقة».
من جهة أخرى، بعد ساعات من حديث وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، خلال اجتماع في موسكو، عن أن وزارته «تركز في سوريا على حماية البنى التحتية في قاعدتي حميميم وطرطوس»، أعلنت وزارة الدفاع الروسية «إسقاط طائرات مسيَّرة اقتربت من قاعدة حميميم الروسية، وتدميرها». وكانت وكالة «سانا» السورية الرسمية قد أكدت في وقت سابق أن الطائرات المسيَّرة مصدرها المجموعات المسلحة في إدلب.
على صعيد مختلف، كشف رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن وجود مساعٍ لعقد اجتماع أمني ثلاثي إسرائيلي ـــ أميركي ـــ روسي قريباً في القدس المحتلة، لمواصلة البحث في سبل «إخراج إيران من سوريا». وقال نتنياهو، في مستهلّ الاجتماع الأسبوعي لحكومة العدو، إنه «حدّد للجيش الإسرائيلي وللأجهزة الأمنية ثلاثة أهداف رئيسة، وفقاً للأولويات الآتية: أولاً: صدّ البرنامج النووي الإيراني وإحباطه، ثانياً: منع إيران من تزويد أعدائنا ووكلائها، مثل حزب الله وتنظيمات أخرى بأسلحة دقيقة تعرضنا للخطر، وثالثاً: منع تموضع إيران ووكلائها على حدودنا». وسيكون هذا اللقاء، في حال عقده، الثاني من نوعه، حيث عُقد للمرة الأولى في شهر حزيران/ يونيو الفائت، من دون التوصل إلى اتفاق واضح، ولا حتى موقف موحّد، بشأن الوجود والدور الإيرانيين في سوريا، إذ تمسكت موسكو بموقف مخالف للموقفين الأميركي والإسرائيلي.
صحيفة الاخبار اللبنانية