طهران تشكّك في دعوة بومبيو: نريد أفعالاً لا أقوالاً
بانتظار ما ستحمله زيارة رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي لطهران ،والتي تستمرّ لثلاثة أيام، من 12 إلى 14 حزيران الحالي، يلتقي خلالها كلاً من الرئيس حسن روحاني والمرشد علي خامنئي، وفق ما أفادت به وسائل إعلام يابانية أمس، فإن التوتر بين إيران والولايات المتحدة يشهد تراجعاً، ليس على المستوى الكلامي فحسب. وإذ لم تفلح القمم الثلاث في مكّة المكرّمة في زيادة التوتّر كما أريد لها سعودياً، فإن واشنطن على ما يبدو تحاول اختبار فرلمة التوتر الذي كان في منحى تصاعدي، إفساحاً في المجال أمام المبادرة اليابانية، المدعومة كذلك من روسيا. الهدوء النسبي على مستوى التصريحات، سبقه تأجيل الولايات المتحدة فرض حزمة عقوبات جديدة على قطاع البتروكيمائيات الإيراني، وفق ما أفادت به صحيفة «وول ستريت جورنال». كذلك، بدت تصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو، بشأن ترحيبه بآلية «إنستكس» الأوروبية للتبادل التجاري مع إيران، تحمل طابع التهدئة، ولو اشترط بومبيو أن تنحصر الآلية في تداول البضائع التي لا تدخل في نطاق العقوبات. وفي الموازاة، قرّرت شركة «إكسون موبيل» إعادة موظّفيها إلى أعمالهم في العراق على دفعات ابتداءً من أمس.
أما على مستوى التصريحات، فقد أعطت زيارة بومبيو، أمس، لسويسرا، أحد الوسطاء التاريخيين مع إيران، ومواقفه من هناك، انطباعاً عن ميل أميركي إلى التهدئة، خصوصاً مع قوله: «نحن مستعدون للانخراط في محادثات من دون أي شروط مسبقة، ونحن مستعدون للجلوس» إلى طاولة المفاوضات، وفي الوقت نفسه فإن واشنطن ستواصل العمل من أجل «القضاء على الأنشطة الخبيثة» لإيران في الشرق الأوسط، ومنها دعم طهران لحزب الله والنظام السوري. وزاد بالقول «نحن بالتأكيد مستعدون لإجراء تلك المحادثات عندما يتمكن الإيرانيون من إثبات أنهم يريدون التصرف كدولة طبيعية». مواقف أتت ردّاً على سؤال بشأن تصريح روحاني، السبت الماضي، بأن بلاده مستعدة للتفاوض «مع من يجلس باحترام إلى طاولة المفاوضات»، إذ أكد أن الإيرانيين «أهل المنطق والتفاوض، فيما إذا جلسوا (الأميركيون) إلى طاولة المفاوضات باحترام تام وفي إطار القوانين الدولية، لا أن يصدروا الأوامر بالتفاوض، وفي هذه الحالة لن نتبعهم».
إلا أن أجواء التهدئة، النسبية، في واشنطن، لم تقنع أصحاب القرار في طهران، وهو ما حمل روحاني على الرد أمس على تصريحات بومبيو ودعوته إلى تفاوض غير مشروط بأن على واشنطن أن تعود عن إجراءاتها وضغوطها للقبول بالتفاوض، إذ رأى أن الأخيرة هي التي غادرت طاولة المفاوضات وخرقت المعاهدة، وعليها هي «أن تعود دولة طبيعية»، وإلى أن يتم ذلك «ليس لنا أي خيار سوى المقاومة». بدوره، استبعد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، انعقاد أي مفاوضات بين بلاده والولايات المتحدة. وعزا ذلك، في حوار عرضته قناة «آي بي سي» الأميركية، إلى «استمرار الضغوط»، معتبراً أن ذلك «قد يفلح في سوق العقارات لكنه لا يفلح في التعامل مع إيران».
من جهتها، ردّت وزارة الخارجية الإيرانية على لسان المتحدث باسمها، عباس موسوي، على تصريحات بومبيو بأن طهران «لا تهتم بالكلمات والتعبير عن أجندة خفية في أشكال جديدة. ما يهم هو التغيير في النهج العام الأميركي والسلوك الفعلي». في غضون ذلك، انضمّت قطر أمس إلى العراق في تحفّظه على بياني القمّتين الخليجية والعربية الطارئتين في مكّة. وقال وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في تصريحات إلى قناة «الجزيرة»، إن البيانين «لم يقرءا وفق الإجراءات المعهودة»، وتبنّيا «سياسة واشنطن تجاه إيران وليس سياسة تضع جيرتنا معها بالاعتبار… أدانا إيران من دون الإشارة إلى سياسة وسطية للتحدث معها». وسأل آل ثاني: «بيان القمة الخليجية تحدث عن خليج موحد، لكن أين هو في ظل استمرار حصار قطر؟»، كاشفاً عن أن «الصومال يعاقب لعلاقته مع الدوحة».
صحيفة الأخبار اللبنانية