ظلم الزوج… أسباب خفية وحلول منطقية
تعاني بعض الزوجات من ظلم أزواجهنّ، وممارسة أساليب مختلفة من العنف الجسدي والنفسي بحقهنّ. ورغم أنّ الإسلام نهى عن الظلم وحرمه بين كافة شرائح المجتمع لما له من نتائج سلبية، إلا أنّ ممارسة هذا الخلق المنبوذ والمكروه من قبل الزوج على زوجته يترتب عليه تدمير الأسرة، وإنهاء العلاقات الحميمية بين أفرادها، وضياع الأبناء، وبالتالي انهيار المجتمع، وتأخر نهوضه. ولأنّ ظاهرة ظلم الزوج باتت منتشرة بصورة مخيفة، وأصبحت تشكّل تهديدًا على الأسرة والمجتمع كان لابد لنا من أن نسلط الضوء على أسبابها، ونضع بين يدي المرأة الحل لمواجهة ظلم زوجها وقسوته.
أسباب ظلم الرجل
أي سلوك سلبي لابد من مسبب له، وكون الزوج يمارس سلوك الظلم على زوجته فهو لم يولد فجأة بل هناك أسباب ودوافع ساعدت في ولادته وتنميته، المستشارة التربوية “سناء أبو ليل” بينت لنا أسباب ظلم الزوج قائلة:” أي رجل يلجأ إلى ممارسة الظلم على زوجته فهو إنسان جاهل بحقوق المرأة، فاهم لمعنى القوامة بمفهومه الضيق، وتفكيره المحدود، فالقوامة الزوجية هي ولايةٌ يُفوَّضُ بها الزوج للقيام على مصالح زوجته بالتدبير والصيانة، وهي تكليفٌ على الزوج، لذا فهي تشريف وتكريم للمرأة وليس إهانة وتقليلًا من شأنها؛ أو تسلطًا عليها، ولا قهرًا لشخصيتها كما يظن بعض الرجال؛ فالله أوجب على الزوج بمقتضى القِوامة رعاية زوجته التي ارتبط بها بعقد زواجٍ شرعي، وذلك لما ميز الله به الرجل من مقومات جسدية خَلقية، ولأنّ الإنفاق واجب عليه وأمر ألزمه به الشرع.
وأيضًا ممارسة الزوج للظلم ربما يعود إلى نشأته وتربيته؛ فهو كان شاهدًا على ظلم والده لأمه، وسلبها حقوقها، ومعاملتها بقسوة واضطهاد، فترسخت هذه الصورة في عقله الباطني، وأعاد رسمها فيما بعد على زوجته”.
صور ظلم الزوج
ظلم الزوج لزوجته يأتي بصور مختلفة، قد يكون ماديًّا؛ حيث يقصّر بحقوق زوجته المادية رغم قدرته على ذلك، الأمر الذي يشعرها بالنقص والإحراج من مواجهة المجتمع، وتصبح بمعزل عن العلاقات الاجتماعية، وقد يمتد الظلم المادي إلى الأبناء فيحرمون من أبسط حقوقهم المادية والتي تتمثل بالمأكل والملبس والمسكن، فتتزعزع صورة الأب المتفاني، المحب، الملبي لحاجاتهم في نظرهم، ويحل مكانها عدم الاحترام والتقدير له.
وهناك الظلم المعنوي، والذي يتمثل بإهمال الزوجة، وعدم تقديرها واحترامها، والقيام بإهانتها، والتقليل من شأنها أمام الأهل أو الأصحاب، بل وحتى أمام أبنائها. كما أنّ بعض الأزواج لا يحتوون زوجاتهم. فلا يغفرون لهنّ أخطاءهنّ مهما كانت صغيرة. ولا يحاولون معرفة ما تمر به الزوجة من مشاكل صحية أو نفسية. وضغوط قد تتعلق بالعمل إن كانت موظفة أو بالمنزل.
أما أشد صور الظلم فتلك التي يتجاوز فيها الزوج مفهوم القوامة، ويتجرد من مشاعر الإنسانية من خلال تطاوله على زوجته بالضرب والتعذيب الجسدي، فهذا الظلم الوحشي من قبل الزوج قبل أن يؤلم زوجته جسديًّا يدمرها ويقضي عليها نفسيًّا”.
تأثير ظلم الزوج على الحياة الزوجية:
نتيجة الظلم وآثاره تبدو جلية على جميع أفراد الأسرة. فشعور الاضطهاد لا يفارقها. وبالنسبة للأبناء تصبح شخصيتهم ضعيفة. كما ويعجزون عن مواجهة المجتمع لإحساسهم بالنقص. وقد يلجؤون للتمرد والهروب من المنزل أيضا.
أما الزوجة فقد لا تستطع الاستمرار مع هذا الزوج الظالم. فتلجأ إما للخلع أو للطلاق لترفع الظلم عن نفسها وعن أبنائها.
وتلفت المستشارة “سناء” النظر إلى أنّ الطلاق هو آخر الحلول. كي لا يؤدي إلى ضياع الأبناء وتفكك الأسرة. أما في حال رفض الزوج النقاش والحوار. واستمر بإيذاء الزوجة والأبناء فهنا لابد من الانفصال حماية لهم من بطش زوج ظالم. وأب سلبت الرحمة من قلبه.
نصيحة للزوجة
تنصح “سناء” الزوجة باحتواء ظلم زوجك ومعرفة أسباب سلوكه هذا، ومحاولة امتصاص غضبه أو سخطه منها عن طريق إغداق الحب والمودة عليه، والتقرب منه وتجنب إثارة عصبيته.
وأيضًا فتح الحوار بين الزوجين بطريقة هادئة وراقية تساعد على تجاوز الأزمات وحل الخلافات، وإن تعسر عليهما أن يجدا الحل بأنفسهما فلا ضير من تدخل الأهل أو الأصحاب، وفي حال رفض زوجك لذلك فأخذ نصيحة المستشار الأسري ستساعد على إعادته لصوابه، وتخليصه من سلوك الظلم.