عادل عصمت يفوز بـ «جائزة نجيب محفوظ»
منحت دار نشر الجامعة الأميركية في القاهرة، «جائزة نجيب محفوظ» للأدب 2016 للكاتب المصري عادل عصمت، عن روايته «حكايات يوسف تادرس» (الكتب خان).
واعتبرت لجنة تحكيم الجائزة أنّ الرواية الفائزة تتميّز بكونها تحمل «تأمّلات حول الفن وجمالياته إلى عزلة الفنان… هي رحلة بحث عن النور لا ينهض بها صوفي ولا راهب إنما فنان». ولفتت اللجنة إلى «اللمحة الحميمة من الحياة المصرية المسيحية النادرة في الأدب المصري».
على غير العادة، كان الحضور ضعيفاً في الاحتفال الذي أقيم أول من أمس، وكان لافتاً أيضاً غياب وزير الثقافة المصري حلمي النمنم. وبعد الإعلان عن الفائز، ألقى الكاتب عادل عصمت كلمة عن تأثره بمحفوظ، مشيراً إلى أنه تعلَّم من أحاديث صاحب «أولاد حارتنا» وطريقة تفكيره أكثر مما تعلم من أعماله الأدبية التي بدأ قراءتها باكراً، ومن حينها أخذ يستدعيه في خيالاته ويُقيم معه الحوارات ويطرح عليه الأسئلة.
وأضاف: «أخذتني الكتابة في مطلع تسعينات القرن العشرين في مدينة طنطا، في شمال مصر. مرَّنت نفسي على السير على الخطّ المحفوظيّ… سيرة محفوظ قرّبتني منه، وخلقت طيفاً يجمعني به. مثله كنت موظفاً مطحوناً. هو يشبه كل الناس، قريب من القلب وحياته تشبه حياتنا».
وعلقت تحية عبدالناصر، عضو لجنة تحكيم الجائزة، على فوز عصمت بالقول أن «حكايات يوسف تادرس» هي رواية متأملة تتناول بإتقان موضوع الخلاص أو اكتشاف الذات من خلال الفن».
وتصوّر صراع البطل الفنان، مع الخوف والعتمة اللذين يلازمانه ومن ثم يتحولان إلى فن… هي مجموعة حكايات تقدّم سيرة يوسف تادرس من الزقاق في مدينة طنطا في الستينات إلى الفن ثم هجره ثم العودة إليه.
ورأت شيرين أبو النجا في الرواية الفائزة، استدعاء لأجواء رواية جيمس جويس «صورة الفنان في شبابه»، بحيث رفض البطل يوسف تادرس – على غرار ستيفان ديدالوس – كل الأعراف والقواعد. ومثله أيضاً اختار المنفى الاختياري مهاجراً إلى ابنه في أميركا بعيداً من «الظلام».
واعتبر عضو لجنة التحكيم هامفري ديفيس، أن أهمية الرواية تكمن في صراع الإنسان حين يهب نفسه إلى فنه. بينما اعتبرها رشيد العناني رواية جادة مؤثّرة تجسّد في شكل صادق وضع المسيحيين المصريين واغترابهم في بلادهم. وهو «نص يخاطب كل الحواس»، كما جاء في تعقيب منى طلبة المرفق بحيثيات منح الرواية الجائزة.
وتستقبل دار نشر الجامعة الأميركية ترشيحات الأعمال الأدبية للجائزة في دورتها المقبلة حتى موعد أقصاه 15 شباط (فبراير) 2017، على أن تكون من إصدارات عامي 2015 و2016.
ومن المعروف أن الجائزة في دورتها الأولى أطلقت عام 1996، وتعد الجامعة الأميركية الناشر الرئيس لأعمال نجيب محفوظ بالإنكليزية.
صحيفة الحياة اللندنية