كتب

عاموس كينان يقرع لاسرائيل ناقوس الخطر في ‘الطريق إلى عين حارود’

عاموس كينان يقرع لاسرائيل ناقوس الخطر في ‘الطريق إلى عين حارود’… تواصل دار العائدون للنشر برفد المكتبة العربية بالعديد من الاصدارات الإبداعية والفكرية والثقافية المتميزة، حديثا صدرت حديثًا عن منشورات “العائدون للنشر والتوزيع” في عمّان، رواية “الطريق إلى عين حارود” للروائيّ اليهودي عاموس كينان، قام بترجمتها الفلسطيني أنطوان شلحت، الرواية جاءت في 220 صفحة، بغلاف يحمل لوحة لمى سخنيني.

شلحت كتب تعقيبًا مطوّلًا على الرواية وعلى أعمال كينان خصوصًا، والأدب العبري عمومًا، كما كتب التقديم الشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم، وكتب الناشر على صفحة الغلاف الأخير إن دار العائدون “لا تتبنى وجهة نظر الروائيّ، لكنها تنشر الرواية من باب “اعرف عدوّك”، فضلًا عن كون الروائيّ من “التقدميّين” الإسرائيليّين، وممّن يعترفون ببشاعة المجزرة الصهيونية بحق شعبنا الفلسطينيّ”.

وجاء في تعقيب المترجم “بدأ الأدب العبري في إسرائيل ينحو منحى رؤيا القيامة أو النهاية الفنائيّة، بصورة يمكن اعتبارها واضحة كفايتها، في أوائل ثمانينيات القرن العشرين الفائت. وتعتبر هذه الرواية من النماذج الأولى التي في مقدورنا تأطيرها ضمن خانة هذا “الجانر” من الأدب، بل وشكّلت إرهاصًا به”. ويضيف للتعريف بالرواية “تحكي رواية “الطريق إلى عين حارود” قصّة شخص إسرائيلي، يُفترض أنه الكاتب ذاته، ومحاولته العسيرة المُشبعة بالعثرات والمغامرات للهروب من مدينة تل أبيب والوصول إلى عين حارود في الشمال، وهي البقعة الوحيدة الباقية المحرّرة من نير حكم الجنرالات الذين انقلبوا على نظام الحكم في إسرائيل وأخذوا يرتكبون موبقات مماثلة لما يرتكبه جنرالات “العالم الثالث”، من تعطيل للبرلمان وإغلاق للصحف وعزل للدولة عن العالم الخارجي، ناهيك عن فرض نظام حظر التجوال على السكان.

ويدرك هذا الإسرائيلي الساعي إلى “نقطة الضوء الأخيرة”، في وعيه التام، أنه لا يستطيع بلوغ عين حارود إلا بمساعدة فلسطيني، كونه صاحب البلد، ويعرف مسالك الطرق، من ضمن أشياء أخرى مهمة”.

ويوضح المترجم شلحت “كانت هذه الرواية بمنزلة “نبوءة” كاتبها عام 1984 عن إسرائيلٍ ما بدا وقتئذ أنها مبنية للمجهول، غير أنها بنظرة راهنة النبوءة التي تحققت جوانب منها بهذا القدر أو ذاك.

ومن أبرز ما جاء في كلمة الشاعر سميح القاسم: “من حق عاموس كينان عليّ أن أقدمه للقارئ العربي، ومن واجبي إزاء القارئ العربي أن أهيّئ له قراءة عاموس كينان بتمهيد صريح، فلا بد من استباق التأويل، بوضع النقاط على الحروف، كما يقولون، وبإعطاء قيصر ما لقيصر وإعطاء الله ما لله.. منذ حوالي عشرين عامًا ونحن نجد عاموس كينان إلى جانبنا في معاركنا مع السلطات الصهيونية من أجل حقنا في التعبير الحرّ، وفي الحياة الكريمة على تراب آبائنا وأجدادنا”.

“وكان من الطبيعي أن تتحوّل علاقات العمل المشترك في القضايا السياسية والثقافية إلى صداقات عادية متكافئة، لا سيما حين تحوّل عاموس كينان من نصير لضحايا الرقابة على الأدب إلى ضحية لهذه الرقابة…. أما اختيار هذه الرواية “في الطريق إلى عين حارود” (هي عين جالود أو عين جالوت عندنا)، للترجمة إلى اللغة العربية فليس منوطًا بدعاوى الصداقة والعداء؛ إنه موقف موضوعي من العمل بحد ذاته. فإلى جانب الأهمية الفنية للرواية هناك أهمية بالغة الخطورة للمضمون الذي بنيت الرواية به وفيه ولأجله. وفي صعود “نجم” الرابي الفاشي “مئير كهانا”، وفي اتساع رقعة السرطان العنصري بين خلايا بلادنا المنكوبة، نجد المصداقية الكافية لناقوس الخطر الذي يقرعه عاموس كينان في روايته هذه”.

“فلسنا هنا أمام قصة من قصص الخيال العلمي. نحن نتعامل الآن مع ضوء أحمر قانٍ يستمد مبرّره الحاسم من حمرة الدم المسفوك في بلادنا، وفي منطقتنا، على أيدي “المارينز العبريّين”، بحّارة أكبر حاملة طائرات أميركية “تدعى إسرائيل”، على حد تعبير مناحيم بيغن (هل تذكرونه)؟”

 

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى