عبد المنعم عمايري: ابن المسرح لا يضلّ الطريق
أستاذ تمثيل على الخشبة وخلف الكاميرا وأمامها. لعبد المنعم عمايري صولات وجولات على المسرح وعبر الشاشة، لكنّه يشعر كأنّه في بداياته مع كلّ عمل يقدّمه، كعاشق لا يخبو حبّه مع مرور السنين.
أنهى الممثل الفلسطيني السوري منذ عشرين يوماً تصوير مشاهده في مسلسل «حارة المشرقة» من إخراج ناجي طعمي عن نص للكاتب أيمن الدقر، ومن إنتاج «المؤسسة العامّة للإنتاج التلفزيوني» في سوريا. يتشارك عمايري بطولة العمل مع سلاف فواخرجي، وأسعد فضة، وزهير رمضان، ومن المقرّر أن يعرض في رمضان المقبل. يطلّ عمايري خلال رمضان أيضاً، في مسلسل بعنوان «غداً نلتقي» من كتابة إياد أبو الشامات ورامي حنّا وإخراج حنّا، وإنتاج «كلاكيت»، على أن يبدأ تصويره مطلع العام المقبل.
خارج البرمجة الرمضانيّة، يشارك عمايري في بطولة مسلسل بعنوان «سوا»، بجانب الممثلَيْن اللبنانيَيْن يوسف الخال وإيمّيه الصيّاح، من كتابة رينيه فركودس، وإخراج شارل شلالا، وإنتاج Chelae Production (شارل وروك شلالا).
المسرح في الأساس
بالرغم من زحمة مشاريعه التلفزيونيّة، يحنّ عمايري إلى خشبة المسرح، إذ كان آخر ما قدّمه في دمشق، مسرحيّتان الأولى بعنوان «تكتيك» والثانية بعنوان «فوضى» في العام 2008. كما أنجز في العام 2010 مسرحيّة بعنوان «سيليكون»، وهي مشروع تخرّج لطلاب «المعهد العالي للفنون المسرحية»، كتب عمايري نصّه وأخرجه عن فكرة لرفيقة دربه الممثلة أمل عرفة. بين يديه اليوم مسرحية جاهزة للعرض بعنوان «محطّة»، لكنّ الظرف الإنتاجي يحول دون تنفيذها. كما يشارك في لجنة تحكيم الدورة السابعة من مهرجان المسرح العربي في الرباط (بين 10 و16 كانون الثاني/ يناير المقبل).
ينفي عمايري أن يكون قد اعتزل التدريس في «المعهد العالي للفنون المسرحية»، مؤكّداً أن ابتعاده ظرفي وآني، وناتج عن ارتباطه بمشاريع تمثيلية. «عملي هو المسرح في الأساس، والتدريس هو أروع ما أقوم به، ولكن على فترات متقطّعة، ولكنّني تركت سوريا إلى الإمارات وحالياً أنا في بيروت، يبدو أنّه كتب علينا أن نمضي حياتنا بحثاً عن وطن». يكمل: «والدتي سوريّة، لذلك أشعر أنّ سوريا هي مكاني الأساس، ولكن في الوقت ذاته، أحلم بالعودة إلى فلسطين، وأحب بيروت والقاهرة وتونس وغيرها من المدن العربية. لا شك أنّه بفعل المهنة، أجدني محاطاً بالحب أينما حللت في أيّ بلد عربي، وهذه من أكبر نعم مهنة التمثيل بالنسبة لي».
كلام مع وهبي ووسوف
نسأل عمايري عن مكانته الحاليّة في المهنة. يجيب: «أشعر دائماً كأنَّني أقدّم عملي الأوّل مسرحياً أو تلفزيونياً»، ويستطرد قائلاً: «لن أكرّر المشاركة في البرامج التلفزيونية، فقد عدتُ إلى مهنتي الأساسية». يحيل هنا إلى مشاركته في برنامج التقليد «شكلك مش غريب» الذي عرض على «أم بي سي»، وفاز عمايري بتصفياته النهائيّة بتصويت الجمهور، بعد منافسة مع عدد من نجوم التمثيل والغناء العرب، أمام لجنة تحكيم تألّفت من هيفاء وهبي، وحكيم، ومحمد سامي. «أظهرت في البرنامج جانباً من شخصيتي لم يكن واضحاً للجمهور، بما أنّني أستاذ معهد وأقدّم أعمالاً معرفية وثقافية. فكرت أنّ رسم ابتسامة على وجوه الناس جزء من مسؤوليتي تجاههم، ولا سيما في ظل الوضع المتشرذم عربياً، وبما أنّ المشاركة كانت ذات هدف إنساني أولاً وأخيراً كان لا بدّ من خوض التجربة».
وحول ما تردّد عن برنامج تلفزيوني قد يجمع عمايري بهيفاء وهبي، يوضح قائلاً إنّ أحداً لم يطرح فكرة مماثلة، مشيراً إلى أنّ وهبي طرحت عليه فكرة مسلسل، لكنّ الأمر بقي في إطار الكلام، ولم يدخل حيّز التنفيذ. أمّا بالنسبة إلى تقديمه سيرة حياة جورج وسوف في مسلسل، فيقول إنّه تلقى اتصالاً من وسوف شكره فيه على تقليده خلال إحدى حلقات «شكلك مش غريب». ولمّح أبو وديع خلال الاتصال إلى أنّه سيكون سعيداً لو قام عمايري بتقديم سيرة حياته، لكنّ الأمر بقي أيضاً في حيّز الأمنيات. يعلّق: «يسعدني جداً أن أقدّم سيرة حياة وسوف الذي أعتبره ظاهرة استثنائية وتربطني به علاقة ممتازة».
الدراما صناعة
ينتظر عمايري بفارغ الصبر عرض فيلم «العاشق» لعبد اللطيف عبد الحميد الذي أدّى دور البطولة فيه بجانب ديمة قندلفت، وفادي صبيح، وقيس شيخ نجيب. تمّ تصوير العمل في العام 2012، «لكنّ أكثر من مهرجان رفض عرض الفيلم، لأنّه من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وهي مؤسسة تابعة للدولة السورية»، بحسب تعبيره. في المقابل، يعرض له في السينما فيلم «صديقي الأخير» للمخرج جود سعيد، الذي يجول على عدّة مهرجانات سينمائيّة عربيّة.
من جهة أخرى، ينتقي عمايري بعناية مكانه في ساحة الأعمال الدراميّة العربيّة المشتركة. يقول إنّها مسلسلات «مطلوبة جداً، ولها جمهور، لكنها ما زالت تفتقر إلى سيناريوهات ذكية تقدّم المبرّرات الدراميّة لوجود شخصيّات من مختلف الدول العربيّة ضمن حكاية واحدة». ويضيف: «لا يترقّب الناس حالياً مسلسلات تحكي عن الأوجاع، بل الموضة حالياً أعمال تحكي قصصا عن الخيانة والحب. الدراما صناعة وليست مادة ثقافية، والسوق يبحث حالياً عن الحب، لذلك نرى الأعمال تصبّ في هذا الاتجاه».
ردَّاً على سؤال يؤكّد عبد المنعم عمايري تفاؤله بالغد. «أستيقظ مبتسماً على الرغم من كلّ السواد الموجود، أجد نقطة بيضاء وألحق بها. أعلم جيداً أنّ نهاية الحياة الموت، وإذا جلست أنتظر الموت سأموت فعلاً، لذا فضّلت الحلم بالأفضل على كل الصعد على الرغم من الكآبة والسوداوية المهيمنة على حياتنا».
ممنوع في ألمانيا؟
منع عبد المنعم عمايري من دخول ألمانيا للمشاركة في عرض أزياء للمصمّمة السورية منال عجاج، الأسبوع الماضي. يقول لـ «السفير» إنّ عجاج سلّطت الضوء على 13 حقبة من تاريخ سوريا، عبر عرض أزياء ممسرح. «حمل العرض توقيعي كمخرج، وكانت هناك مشاركة لي عبر أكثر من مشهد مسرحي. قدّمت طلباً للحصول على تأشيرة دخول إلى ألمانيا، وحصلت على الموافقة، لكن القنصل الألماني الموجود في الإمارات العربية المتحدة لم يقتنع بالموافقة، وغمرته الشكوك بعدم عودتي من ألمانيا. كما أنّه لم يقتنع بحسابي المصرفي لأنّه ليس حساباً كبيراً، من هنا قرّر منعي من السفر». يضيف: «يبدو أنّ ألمانيا تشدّد في الفترة الأخيرة من إجراءاتها تجاه السوريين والفلسطينيين، إذ أنّ والديّ واجها المشكلة ذاتها الأسبوع الماضي عند محاولة السفر من ألمانيا إلى الولايات المتحدة».
صحيفة السفير اللبنانية