عذراً على الإطالة…
منذ زمن بعيد .. ومن اللحظة الأولى التي اعتنقت فيها السلطة الدين ..وألبست القوانين والتشريعات .. العمامة والقلنسوات .. ورفعت التلمود والصليب والقرآن راية في غزواتها وحروبها وفي الفتوحات .. وشرعنت القتل والنحر والتعذيب تحت مسميات التطهير وغسل الروح والتكفير عن الذنوب والموبقات .. وحللت السبي والنهب والتعفيش ..باسم الأحقية والأفضلية والعرق الصافي والفوقية .. واكست التمييز والاضطهاد والعنصرية ثوب الملعونين و الكفرة والدونية .. وبالغت بتقديم الأضاحي البشرية لكسب رضى الآلهة السماوية وكسب كراسي ومناصب بجنة موعودة في آخرة غير محدودة … فتشوهت الممارسة الدينية وسقطت أخلاقياتها في مستنقع المصالح والسلطات ..وأصبح الدين غطاء وتجارة وقناعاً لتلميع صورة الانسان … في كثير من الأحيان .
لن أدخل في التعميم … فهناك من يحترم أخلاقيات الدين …ويؤمن بالمحبة و التسامح والعدل والخوف من رب العالمين … ولا يحاكم ولا يكفر ويعيش على أساس أن الدين لله والوطن للجميع … رغم أنهم باتوا قليلين !! المشكلة الحقيقية اليوم في تسييس الدين .. !!!
وما يحصل اليوم من تشويه مقصود للأديان بشكل عام ووسم المؤمنين بالتخلف والرجعية … و خاصة تشويه الاسلام و قولبته في إطار العنف و الهمجية والوحشية …والذي تبلور على شكل (( داعش .. )) وما يحوم حول هذا العالم المستحدث من غموض ومفاجآت وأسرار .. وما يسببه من نفور عام من كل ما يمت للاسلام والمسلمين بصلة .. ومن ردة فعل عالمية عنيفة ضد الدين … يضعنا هذا الواقع المؤلم أمام سؤال كبير .. سأله قبلنا كثيرون وما زال يرد في أذهان كثيرين!!
ما العمل ؟؟؟ وكيف نحمي الدين ؟؟؟
فالدين بأخلاقياته ومبادئه … بريء ..!!! والمذنب هو من يستغل الدين وضعف وفقر وحاجة الناس … ليسيطر ويسير ويغتصب حياة وحقوق الآخرين … المسيحية قبله عانت نفس المعاناة .. ولم تعد الى عرش السمو والأخلاقيات الا بعد فصلها عن الحكومة والسلطات … ليعود الدين والشعائر والطقوس حرية شخصية .. والوطن بقوانينه وعدله ومساواته للجميع ..
هذا الطرح الأنسب لحماية الدين من التشوهات ،ومن ركوب المستفيدين وتسييس الدين لمصالحهم وتسلطهم …
وعلى من يهمه الدين حقيقة أن يرفض ، وفوراً، كافة الممارسات الشاذة والعنف الذي يفتعله البعض باسم الدين، والعمل على إعادته لمساره الصحيح وإظهار وجهه الأخلاقي والانساني … بممارسة التعاليم الروحانية والدينية ، التي تحترم الانسان وتدعو للتآخي والعدالة والانسانية .. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنف اللفظي .. وتجريم وتكفير الآخر .
دور صعب وشاق وطويل على حماة الدين .. يجب ممارسته بحزم وسياسة ممنهجة ، واستغلال المناسبات الدينية والاحتفالات الطقسية والمنابر الاعلامية للترويج له … والانتباه للتعاليم المدرسية والمرشدين الدينيين .. وما يعلموه لأبنائنا وما يزروعوه في مجتمعاتنا … من مفاهيم وشعائر دينية ..يجب أن تدعو لكل ما هو إنساني وأخلاقي … ورفض العنف ونبذ التطرف والطائفية … فحماية الدين واجب أخلاقي .. على السلطة والدولة والشعب .. العمل لأجله …. للحفاظ على التراث الديني والأخلاقي والثقافي الذي نحمله في جيناتنا!!
من باب حماية الأخلاق والانسانية والدين .
عذرا على الاستفاضة !!