عفوا أيها الكاتب الذي لم يعد وزيراً!

أصعب حالة يمر فيها الصحفي هي أن يضطر للكتابة عن كاتب أو مبدع يشغل موقعا في الدولة ، كأن يكون مديراً عاماً أو وزيراً أو رئيسا للوزراء أو غير ذلك من المناصب. وأقل مايقال عن الصحفي ، إذا مدح ذلك المسؤول إنه يتملقه، وإذا انتقده سلبا يمكن أن يقال إنه يسيء لموقعه !.
وأنا لا أتردد في الكتابة مهما كان موقع صاحبها، وذلك لأن توخي المنطق أحيانا يؤدي إلى حماية صاحبه، وقد حصل هذا أكثر من مرة سلباً أو إيجاباً، ومن بين تلك المرات ماكتبته عن الدكتور هزوان الوز عندما كان وزيرا للتربية، فرواياته التي نشرها تستحق الكتابة من جانبين، الأول لأنها نصوص إبداعية، والثاني لأنها بقلم مسؤول في موقع مهم.
الذي حصل، أنني دُعيتُ إلى مقابلة في إذاعة دمشق، في برنامج ( دمشق المساء) للمذيع المعروف عدنان بكرو، بصحبة صديقي الكاتب والشاعر رياض طبرة، واحتفى بنا مقدم البرنامج وطرح أسئلة مهمة عن الرواية والقصة في سورية باعتبار أنني ورياض انتُخِبنا في اتحاد الكتاب العرب أنا كمقرر وهو كأمين سر لجمعية القصة والرواية.
وفي تلك المقابلة تحدثتُ أنا ورياض عن قضايا مهمة في القصة والرواية، لكني أشرتُ، من جهتي، في نهاية حديثي، إلى تقدمٍ لافتٍ في النص الروائي السوري، وذكرت أسماء أجمل ماقرأت من نصوص روائية وقصصية في السنة الأخيرة، ولا أخفيكم فقد قرأت هذا العام أعمالا كثيرة تفوق المعدل الطبيعي لقراءتي، وفي حديثي ذكرت أن من أجمل ما قرأت الروايات التالية:
- مدينة الله للكاتب الدكتور حسن حميد .
- في حضرة باب الجابية للكاتب أيمن الحسن
- كفر نعمة للكاتب داود أبو شقرة
- العفن للكاتب نصر محسن
المهم أنني ذكرت عددا من العناوين التي قرأتها وأعجبت بها، ولم أذكر روايتي الدكتور هزوان الوز الجميلتين (معرض مؤجل القسم الأول والثاني)، وكان الدكتور هزوان قد أصبح خارج الحكومة، يتفرغ لأجمل عمل يقوم به أمثالنا وهو (الكتابة)، وهذه الهفوة تحمل أكثر من معنى لأن النسيان هنا قد يفهم على أرضية ابتعاده عن موقع المسؤولية !
نعم ، هذا النسيان مرده إلى حجم ماقرأته في السنة الأخيرة، وسأضيفه أنني قرأت له نصا قصصياً جميلاً نشرته مجلة المعرفة السورية مؤخراً عن الحب أمتعني كثيراً إلى درجة الدهشة.
لقد كان من واجبي أن أذكر روايتي الدكتور هزوان وقصته وأنا أتحدث عن أجمل ما قرأت، وخاصة لأنه لم يعد مسؤولا وبالتالي، فمن الموضوعية أن ينال نصُّه حقه في الثناء. عفوا أيها الكاتب الذي لم يعد وزيراً. فأنا أعتبر أن روايتيك من أجمل ماقرأت في العام الماضي !