علاقات محرمة ومشبوهة تشوه مسلسلات مصرية
انتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي غلبة مشاهد العلاقات المحرمة والمشبوهة على أحداث العديد من المسلسلات الرمضانية. واعتبر مغردون ان المشاهد المثيرة للجدل لا تليق بحرمة شهر الصيام وتشجع على الانحلال الاخلاقي وتفكك الاسرة والمجتمع، كما انها تثير الغرائز وتحرض الشباب على ارتكاب المعاصي.
وافاد نقاد ان العلاقات المحرمة دائما ما تثير اهتمام المشاهدين، وبالتالي تؤدي الى زيادة نسب المشاهدة وقضم صناع المسلسلات المثيرة للجدل لحصة كبيرة من الاعلانات والارباح المادية.
وتتضمن أحداث مسلسل “مأمون وشركاه” للفنان عادل إمام، عرض العلاقة بين نيفين، المسلمة التي تقع في حب “عماد ميخائيل لوقا المسيحي، وتقبل على الزواج منه، لكنها تصطدم برفض عائلتها. وأمام إصرار والديها، على رفض زواجها، تقرر نيفين، السفر إلى أميركا للزواج مدنيا من الشاب المسيحي والعيش معه تحت سقف واحد قبل ذلك.
وسلط مسلسل “فوق مستوى الشبهات” الضوء على الخيانة الزوجية، واثارها المدمرة على تفكك العلاقات الاسرية. ويسيطر على البطلة دينا الإحساس بالذنب، من خيانتها لزوجها أحمد مع جارهما العازب عمر، الذي تتردد على شقته داخل “الكومباوند” الذي يسكنون فيه، أثناء غياب رفيق دربها. وأثار كثرة خروجها وترددها على شقة أحمد، الشكوك حولها، خاصة من زوجها، الذي سعى لكشف الأمر بعدة طرق، وأمام كثرة الضغط النفسي المسلط عليها، تقرر دينا الانتحار خوفًا من الفضيحة.
ويركز المسلسل الرمضاني المصري “سبع أرواح” على الخيانة الزوجية. وتتضمن أحداث المسلسل للفنان خالد النبوي، العلاقة المحرمة والخيانة الزوجية بين “كاريمان”، ومحامي زوجها، المتهم في قضية قتل. وعلى جانب آخر، يسعى عيسى السيوفي، إلى الزواج من كاريمان بعد تنفيذ عقوبة الإعدام على شقيقه محمد السيوفي، حتى يصبح المتحكم الوحيد في ثروة أخيه، وبعد رفضها للزواج منه، يرسل أحد أصدقائه له صورا تظهر فيها كاريمان في أحضان عشيقها.
وركز المسلسل المصري “سقوط حر” على قضية تعتبر من المحرمات وتتمثل في زنا المحارم. وتشير الأحداث في مسلسل “سقوط حر” وهو من بطولة الفنانة نيللي كريم، إلى وجود علاقة محرمة وزنا محارم، جمعت بين زوجها وشقيقتها، بعد تواجدها بجانب جثتيهما ووجود سلاح الجريمة بجانبها. ومع صمت نيللي كريم بسبب إصابتها بحالة نفسية متأخرة، تزداد الشكوك حول الفنان أحمد وفيق، الذي يجسد شخصية سليم، زوج “ندى” شقيقة نيللي، بأنه هو القاتل الحقيقي، والمتسبب في اتهام شقيقة زوجته بارتكاب الجريمة.
وتتواتر العلاقات المشبوهة في المسلسل المصري “غراند أوتيل”. وتجمع أبطال “غراند أوتيل” الذي تدور أحداثه في فترة الخمسينيات، بعض العلاقات المتشابكة، ومنها علاقة غير مشروعة بين مراد، مدير الفندق، وورد، وحملها منه بطريقة غير شرعية. ويعلم أمين، بحقيقة حمل ورد ويطلب منها أن تخبره بشخصية والد طفلها حتى ينتقم منه ويرد لها كرامتها، فيما يقرأ علي، مذكرات شقيقته ضحى ليكتشف أنها كانت على علاقة غير شرعية بمراد.
كما تطرق “مسلسل الكيف” الى العلاقات المحرمة وغير المشروعة. وتضمنت الحلقات الأولى من المسلسل، علاقة غير شرعية، أقامها جمال مع خادمته داخل المنزل الذي يعيش فيه مع عائلته، ومطالبته لها بالتخلص من الحمل، لعدم قدرته على الزواج منها. ويجسد الفنان طارق صبري، خلال أحداث المسلسل، شخصية “وليد” وهو شاب مستهتر، ومتعدد العلاقات، بنساء يستقطبهن عن طريق الانترنت، ليقيم معهن علاقات غير شرعية، وأثناء تواجده في منزل إحدى عشيقاته، يتفاجأ بوجود زوجها، الذي يجبره على توقيع إيصال أمانة بمليون جنيها، حتى يتركه على قيد الحياة.
واكتسحت مشاهد العنف والقتل الحلقات الاولى من المسلسلات المصرية، وكانت الجرائم الوحشية الى جانب الاثارة ومخاطبة الغرائز الجانب المشترك لأغلب الأعمال التي تصدرت أسماء أبطالها اللامعة المشهد الفني في رمضان. وانعكست مظاهر العنف والقتل في شاشات الاخبار اليومية على الحلقات الأولى من مسلسلات رمضان.
ويرى مراقبون ان المسلسلات المصرية الرمضانية شهدت، غيابا تاما للمعالجات السياسية والمجتمعية لواقع المشهد الداخلي المتأزم، وانعكاساته المجتمعية والأمنية والاقتصادية، فيما غلبت مشاهد العنف والعشوائيات على غيرها، وبرز دور ظابط الشرطة متصدرا الشاشة التلفزيون، مذكرا بأجواء ما قبل ثورة 25 يناير 2011.
وألقت الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، بظلالها السلبية على المشتغلين في قطاع الدراما المصرية من فضائيات ومنتجين وموزعين. ويتراجع معدل إنتاج المسلسلات في رمضان في السنوات الاخيرة، إلى النصف تقريبا، بسبب الأزمة الاقتصادية المستفحلة.
ميدل ايست أونلاين