علبة بسكوت (٢)
سألت حمودة : هل تذهب الى المدرسة ؟!!
فقال نعم أنا في الصف الثاني
طلبت منه ان يقرأ لافتة أمامه. لم يستطع فبرر أنه يكتب ولا يقرأ وهو في عمر ٨ سنوات. فقلت له :
أريدك أن تذهب الان و سأعطيك صابونة فاذهب الى بيتك ونظف نفسك واستحم ، وتعال غدا لأعطيك علبة بسكوت تبيعها بدل أن تشحد !!
برقت عيناه ولمعت بفرح طفولي صادق جعلني أستبشر بعض الأمل ..
عاد حمودة في اليوم التالي نظيفا جميلا مهفهفا .. وتلقى علبة البسكوت بفرح كبير وبدأ مرحلة جديدة من حياته كبائع البسكوت ….!!!!!!
أنا ضد عمالة الأطفال وضد استغلال الطفولة وضياعها بسبب الحرب ، ضد كل هذا القهر والبؤس والذل .. ولكن…
ولكن ما الحل ؟؟!!
هل ما فعلته صحيح أم أخطأت ؟؟!!
حمودة ليس طفلا واحدا وحالة فردية.. حمودة نتيجة من نتائج الحرب .. هو الطفولة السورية والقهر السوري والمستقبل القادم من غياهب الحرب.
ولكن !!! ما الحل ؟؟
حمودة ليس حالة قابلة للتجاهل، انه ناقوس خطر يدق في انسانيتنا فما الحل ؟؟ وكيف ننقذ الطفولة وننقذ مستقبلنا من براثن الحرب !!؟؟
فالأطفال مكانهم المدرسة والبيت والملعب والحديقة … وليس مكانهم الشارع والرصيف والعمالة والتجارة ..
فكيف نعيد للطفولة أحلامها ، وللبراءة صدقها وبريقها ..
ولسوريا أمنها وأمانها …
اذا لم تتوقف هذه الحرب ؟؟!!!