علماء يبحثون في حل يعالج أزمة فقدان العظام عند رواد الفضاء
يحظى رواد الفضاء بالمزيد من الاحترام والتقدير، ويحققون الكثير من الإنجازات على فترات ويكشفون بعض الحقائق التي ظلت غائبة لمئات بل ملايين السنين، ولكن في الوقت ذاته هناك بعض الأمور الضارة التي قد تُصيبهم بعد بقائهم لفترات طويلة في الفضاء، وأبرزها تغيرات مفاجئة وضارة في أجسامهم في بعض الأحيان.
وبحسب تقرير نشره موقع «space» فإنه لا توجد أي طرق يمكن عبرها تجنب هذه الآثار أو حتى تخفيفها، ولعل أحد هذه المخاوف الصحية تتعلق بفقدان كثافة وقوة العظام، بسبب آثار الجاذبية الصغرى، و بدرجة أقل، التعرض للإشعاع.
وكشفت دراسات سابقة نشرها الموقع وتم تمويلها من قِبل وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، أن قوة العظام لدى رواد الفضاء قد انخفضت بالفعل مؤخرًا بنسبة تصل إلى 14% على الأقل في المتوسط خلال ستة أشهر في الفضاء، كما أن هناك دراسات أخرى تم إجراؤها أثبتت أن معدلات فقدان العظام أعلى بكثير.
ويشير الموقع إلى أن هناك دراسة آخرى أحدث تؤكد أن رواد الفضاء ومخططي البعثات يمكنهم بالفعل استخدام سلاح فعال في مكافحة عملية فقدان كثافة العظام، وذلك عبر القفز وأشكال أخرى من التمارين عالية التأثير.
ويؤكد التقرير أن هناك 17 رائد فضاء شاركوا في الدراسة الجديدة في مجلة Scientific Reports، تمكن ثمانية منهم فقط من استعادة كثافة العظام الكاملة بعد عام واحد فقط من عودتهم من الرحلة، ولكن في الوقت ذاته تم اكتشاف وجود فقدان كثافة العظام ليكون أعلى بكثير من رواد الفضاء الذي كانوا قد خرجوا في مهام بالفضاء تزيد عن ستة أشهر.
وبحسب نتائج الدراسات ذاتها فإن هناك رواد فضاء شاركوا في تدريبات قائمة على المقاومة أثناء وجودهم في الفضاء، مما مكنهم من استعادة كثافة المعادن في العظام بنجاح بعد عودتهم، وبناءً عليه اقتراح الباحثون إضافة مجموعة تمارين القفز القائم على المقاومة، وذلك من أجل توفير أحمالًا ديناميكية تكون ذات تأثير عالي على الساقين، بالإضافة إلى روتين التمارين الذي يقوم به رواد الفضاء حاليًا، من أجل منع فقدان كثافة العظام وتعزيز نموها أثناء مهمات الرحلات الفضائية.