علوم وتكنولوجيا

علي بابا تدخل سباق النظارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بـ’كوارك’

العملاقة الصينية تسعى لمزاحمة ميتا وآبل بحهاز قابل للارتداء مع بطاريات يمكن استبدالها وقدرات ترجمة فورية وكاميرات مدمجة.

 

أعلنت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة “علي بابا” يوم الخميس عن دخولها سوق النظارات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مع إطلاق نظاراتها الجديدة “كوارك” في السوق الصينية، في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانتها في قطاع الأجهزة القابلة للارتداء الذي تشهد فيه المنافسة العالمية تصاعدًا كبيرًا.

وتميزت نظارات “كوارك” ببطاريات قابلة للاستبدال، ما يسمح باستخدامها طوال اليوم، وهو ما يميزها عن العديد من المنافسين الذين يعتمدون على بطاريات مدمجة لا يمكن استبدالها بسهولة.

وقالت “علي بابا” إن النظارات ستتوفر في نسختين رئيسيتين، النسخة الرائدة S1، والإصدار الموجه للاستخدام اليومي G1، مع مجموعة متنوعة من الألوان وأنواع العدسات. وتبدأ أسعار النسخة الرائدة S1 من 3,799 يوان (حوالي 537 دولارًا)، في حين يبدأ سعر نسخة G1 من 1,899 يوان (حوالي 268 دولارًا). وأوضحت الشركة أن الفارق الأساسي بين النسختين يكمن في شاشات العرض، حيث تعتمد S1 على شاشات “مايكرو OLED” شفافة مزدوجة تُتيح عرض المعلومات أمام العين مباشرة، بينما تركز G1 على المزايا الصوتية والذكاء الاصطناعي مع كاميرا مدمجة دون شاشات أمامية للعرض.

تمتاز النظارات بوجود ميكروفونات تعمل عبر توصيل العظم (Bone Conduction) لتقديم جودة صوت أفضل، بالإضافة إلى كاميرات مدمجة تسمح بالتقاط صور وفيديوهات عالية الدقة. وتدعم كلا النسختين نظام بطاريات مزدوج قابل للاستبدال، ويُتيح هذا النظام تشغيل النظارات لمدة تصل إلى 24 ساعة، بحسب ما أعلنت الشركة. ويعمل جهاز “كوارك” بنموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بـ “علي بابا” المسمى Qwen، مع تطبيق مرفق يسمح بالتحكم بالنظارات عبر الأوامر الصوتية أو اللمسية.

وتخطط “علي بابا” لدمج النظارات مع خدماتها الرقمية مثل “علي باي” و”تاوباو”، إضافة إلى منصات بث الموسيقى مثل “كيو كيو ميوزيك” و”نت إيز كلاود ميوزيك”. ومن المتوقع أن تقدم النظارات للمستخدمين خدمات متنوعة تشمل الترجمة الفورية أثناء التنقل، التعرف على الأسعار والمنتجات في المتاجر، دعم التنقل والملاحة، تسجيل الاجتماعات، وكتابة ملاحظات تلقائية، مما يجعلها أداة متعددة الاستخدامات للمستهلكين الباحثين عن تجربة تفاعلية مدمجة بالذكاء الاصطناعي.

تحتوي نسخة S1 الرائدة على شاشات Micro-OLED مزدوجة، بسطوع يصل إلى 2300 نيت، وتسمح بتركيب عدسات طبية بدرجات مختلفة. وتزن النظارة حوالي 51 غرامًا، مع تصميم متوازن يقلل الضغط على الأنف والأذنين عند الاستخدام الطويل. الكاميرا مزودة بمستشعر من سوني بزاوية رؤية واسعة تبلغ 109 درجات، وتدعم تصوير الصور بدقة تصل إلى 4032×3024 بيكسل والفيديو بدقة 3K بمعدل 30 إطارًا في الثانية، مع وضع تصوير ليلي متقدم وتثبيت إلكتروني للصور والفيديوهات.

أما النسخة G1، فهي أخف وزنًا بحوالي 40 غرامًا، وتركز على تقديم مزايا الذكاء الاصطناعي والصوت والكاميرا دون شاشات عرض أمامية، ما يجعلها موجهة للاستخدام اليومي وخفيف الوزن. ويحتوي كلا الإصدارين على بطاريات يمكن استبدالها، مع خيارات شحن متنوعة تشمل بطاريات احتياطية ومشابك شحن سريع USB‑C تتيح شحن 50٪ في 10 دقائق، حسبما أوردت المصادر التقنية.

وفيما يتعلق بالأسواق الدولية، أوضحت شركة “علي بابا” أن النسخ المخصصة للأسواق خارج الصين ستتوفر العام المقبل، لكنها لم تحدد بعد البلدان المستهدفة. ويرى محللون أن دخول “علي بابا” هذا المجال يمثل محاولة للشركة للانضمام إلى السباق العالمي على الأجهزة القابلة للارتداء المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهو قطاع تتصدره شركة “ميتا” من خلال نظارات “راي بان”، فيما تسعى شركات مثل “آبل” والمشاريع التي يعمل عليها سام ألتمان وجوني إيف إلى اللحاق بالركب.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه صناعة التكنولوجيا تسارعًا في تطوير أجهزة يمكن ارتداؤها يوميًا، تجمع بين التفاعل الصوتي واللمسي، والتصوير، والمساعد الشخصي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ما يعكس توجه الشركات الكبرى نحو دمج الذكاء الاصطناعي في حياة المستهلكين اليومية. ويشير الخبراء إلى أن القدرة على استبدال البطاريات والمرونة في التحكم عبر الأوامر الصوتية أو اللمسية تمثل ميزات تنافسية قد تساعد “علي بابا” على التميز في السوق.

ويُتوقع أن تكون النظارات مفيدة لفئات متعددة من المستخدمين، تشمل المسافرين، المتسوقين، الصحافيين، ومدوني الفيديو، حيث يمكن استخدام الكاميرا المدمجة لتسجيل المحتوى دون الحاجة إلى حمل أجهزة إضافية، إضافة إلى الاستفادة من خدمات الترجمة الفورية والتنقل والملاحظات الذكية، وهي خصائص قد تعزز انتشارها بين المستهلكين الباحثين عن تقنيات مبتكرة.

ومع ذلك، يلاحظ المحللون أن نسخة G1، رغم خفتها وسهولة ارتدائها، لا تقدم تجربة الواقع المعزز الكامل مثل S1، ما قد يجعلها أقل جذبًا لعشاق التكنولوجيا المتقدمة الذين يفضلون رؤية المعلومات مباشرة على العدسات. على الرغم من ذلك، تبقى كلتا النسختين أدوات قوية في سوق الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، مع مزايا متعددة تجذب جمهورًا واسعًا داخل الصين، وقد تمتد لاحقًا إلى الأسواق الدولية.

في المجمل، يمثل إطلاق نظارات “كوارك” علامة جديدة في سباق النظارات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ويُتوقع أن يساهم في تسريع الابتكار في هذا القطاع الحيوي، مع تقديم بدائل مبتكرة للمستهلكين الراغبين في دمج الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية بطريقة عملية ومتعددة الاستخدامات.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى