غياب أطراف من المعارضة يهدّد حوار السودان لحل أزمة الانقلاب

ظَلَّلَ غياب أطراف رئيسية من المعارضة السودانية، اليوم، على الحوار الذي جاء برعاية أممية وأفريقية، لحل الأزمة التي يشهدها السودان منذ الانقلاب العسكري، متزامناً مع تظاهرات خرجت في العاصمة السودانية الخرطوم للمطالبة بحكم مدني، قابلتها الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع.

وعقب انطلاق الحوار السياسي، الذي دعا إليه كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة دول شرق ووسط أفريقيا للتنمية (إيغاد)، قامت قوات الشرطة السودانية، بإطلاق الغاز المسيل للدموع على مئات المتظاهرين المطالبين بحكم مدني في منطقة بري شرق الخرطوم.

وفي كلمته، قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان، فولكر برثيس، خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم إنّ «من المهم ألا نضيع هذه اللحظة(…) نطلب من الجميع العمل مع بعضهم بعضاً بحسن نية» الأمر الذي تعذّر حدوثه، نظراً لمقاطعة تحالف قوى الحرية والتغيير المعارض في السودان، وحزب الأمة أكبر الأحزاب السياسية في السودان، على الرغم من حضور مسؤولين عسكريين، وممثلو أحزاب سياسية، وقيادات من حركات تمرد سابقة.

ودعا مبعوث منظمة إيغاد، إسماعيل وايس، الفصائل الغائبة إلى الانضمام للحوار، قائلاً «مرحب بهم دائماً والباب مفتوح»، فيما قال المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي، محمد لبات «نحن كآلية لا يمكننا تصور حل سياسي من دون مشاركة الفصائل الغائبة».

ومنذ أن أزاح قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، المدنيين من حكم المرحلة الانتقالية حين نفذ انقلاباً عسكرياً، في تشرين الأول، يشهد السودان اضطرابات سياسية واقتصادية ويخرج للتظاهر بشكل منتظم آلاف السودانيين في العاصمة، ومدن أخرى للمطالبة بعودة الحكم المدني، ومحاسبة قتلة المتظاهرين، فيما تقدر لجنة أطباء السودان المركزية أن نحو 100 شخص على الأقل قتلوا وجرح العشرات.

صحيفة الاخبار اللبنانية