فادي صبيح يدخل «الحارة» من أوسع أبوابها
ربما لا يندرج اسم فادي صبيح (1974) بين أشهر النجوم السوريين، لكنّ الأكيد أن اسمه سيكون حاضراً بقوة بمجرد الحديث عن أكثر الممثلين خلقاً وأبرزهم في تعاطيهم النبيل مع زملائهم ومهنتهم بشكل عام.
لم يذكر أحد من المهتمين بالوسط الفني أن نجم الكوميديا تأخر يوماً عن موعد تصوير، أو افتعل مشكلة بقصد لفت الأنظار، أو جرّب استجداء الصحافة لتكتب عنه كما يفعل كثيرون غيره. الممثل الذي يطفئ هذا العام شمعته الـ18 في مشواره المهني، عرف كيف يجذب الأنظار إلى أدائه بمفردات خاصة يستقيها من محيطه والشخصيات التي يعايشها في مجتمعه لتتحول تلك المفردات إلى لازمة يرددها الشارع السوري على وجه الخصوص مثلما حصل عندما كان يعلّق أبو مقداد الشخصية التي لعبها صبيح في «الولادة من الخاصرة» (لسامر رضوان ورشا شربتجي وسيف الدين السبيعي) جملة «لا تخش شيئاً»، فحفظها الجمهور عن ظهر قلب. لكن إن كانت التراجيديا فناً يعكس مرارة الحياة، فالكوميديا شيفرة لا يتقن تفكيك خطوطها، إلا الممثل البارع. وهذا ما ينطبق على فادي الذي اشتهر باسم «سلينغو» نسبة إلى شخصيته في «ضيعة ضايعة» (ممدوح حمادة والليث حجو) فيما ظل حاضراً في عدد كبير من أجزاء سلسلتي «مرايا» و«بقعة ضوء».
في حديثنا معه، يوضح نجم الكوميديا السوري بأنه يلعب في هذا الموسم مساحة واسعة في «بقعة ضوء 12» مع المخرج سيف الشيخ نجيب، في حين يجسد معادلاً سورياً لشخصية «روبن هود» العالمية في مسلسل «زوال» مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد. رغم أنه سبق للنجم تيم حسن أن لعب مثيلاً لهذه الشخصية عندما جسّد بحرفية لافتة شخصية «عبود» في مسلسل «الانتظار» (كتابة حسن سامي يوسف ونجيب نصير، وإخراج الليث حجو) لكن غنى الشخصية يجعل صلاحيتها مستمرة لجميع الأماكن. إلى جانب ما سبق، يدخل صبيح ميدان الدراما الشامية هذا الموسم من أوسع أبوابه أي في الجزء الثامن من «باب الحارة» (سليمان عبد العزيز وناجي طعمي ). عن هذا الدور، يقول: «ألعب شخصية مهندس معماري درس في فرنسا وعاد إلى بلاده معتقداً أنه سيجلب لها التطور كونه يصطحب مخططات إعادة بناء، وهو ما يجعله يصطدم بأهل حارته الذين يقفون له بالمرصاد، ليكتشفوا لاحقاً أن مشروعه له علاقة بالآثار وليس ذا هم وطني ومعماري، تجابهه زوجته (تلعب دورها ندين تحسين بيك) ويختلفان على تسمية الفرنسيين، فهو يعتبرهم صنّاع حضارة بينما لا توارب هي وتسمّيهم بالمحتل. الزوجة ذاتها ستلتقي مع ابنة خالها جولي (سلاف فواخرجي) على نقاط لها علاقة بحقوق المرأة».
في السياق ذاته، لا تقف مشاركة نجم «عناية مشددة» عن هذا الحد، بل يضيف بأنه يلعب شخصية ضابط فرنسي في «خاتون».
ننهي حديثنا على عجل كي نترك فرصة للممثل الذي يحترف صناعة الكوميديا في حياته اليومية، كي يعود لعمله، وننتظر صوراً من أدواره الجديدة، قبل أن يفاجئنا بإرساله صورة لصديقه الممثل الشاب عبد الرحمن قويدر يبدو عليه التعب وهو يتمرّن بطريقة خاطئة في أحد النوادي الرياضية ويضيف ممازحاً «هاكم صورتي عندما كنت رياضياً بارعاً».
صحيفة الأخبار اللبنانية