فوائد الجبن: متعة لذيذة وصحة مفيدة
الجبن هو منتج غذائي شهير يحظى بشعبية كبيرة في مختلف الثقافات والمطابخ حول العالم. يعود تاريخ صنعه إلى آلاف السنين، حيث كانت تعد اللبنة الأولى للإنسان للحفاظ على الحليب لفترة أطول. يتم الحصول على الجبن عن طريق تخمير الحليب وتجفيفه أو تخثيره وتجميده أو تقشيره وتمليحه وغيرها من العمليات المختلفة.
يأتي بأشكال وأنواع مختلفة، مثل الشيدر، الموزاريلا، الجبن الأزرق، جبن البارميزان، الفيتا، والعديد من الأصناف الأخرى التي تختلف في نكهتها وملمسها واستخداماتها في الطهي. يتميز الجبن بقوامه الكريمي ونكهته المميزة، مما يجعله مكونًا لذيذًا ومحبوبًا في العديد من الوصفات والأطباق.
في عالم الأطعمة الشهية، يأتي بأشكاله وأنواعه المتعددة ليقدم لنا لحظات لذيذة ويوفر لجسمنا فوائد صحية قيمة. إليك بعض الفوائد الصحية التي يمكن الاستفادة منها عند تناوله :
مصدر غني بالكالسيوم:
يعتبر مصدرًا غنيًا بالكالسيوم، وهو المعدن الأساسي الذي يلعب دورًا هامًا في تكوين الأسنان والعظام. بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد الكالسيوم في خفض ضغط الدم، ولذا يُنصح باختيار الجبن قليل الدسم وقليل الصوديوم لتحقيق هذه الفوائد. ولا يمكن تجاهل أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة في مؤشر كتلة الجسم (BMI) غالبًا ما يكون لديهم نقص في مستويات الكالسيوم في أجسامهم.
مصدر جيد للبروبيوتيك:
يخضع معظم أنواعه لعملية التخمير، وعلى الرغم من أن هذا لا يعني أن جميع أنواع الجبن المخمر تحتوي على البروبيوتيك، إلا أنه يجب قراءة الملصق الغذائي للتأكد من وجود البكتيريا الحية والنشطة في الجبن. قد تحتوي بعض الأجبان مثل الموزاريلا والشيدر و القريش على البكتيريا النافعة التي توفر العديد من الفوائد الصحية للجسم والدماغ. فهي تساهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي، وتعزز المناعة، وتساعد في تخفيف الاكتئاب، وتحسن صحة القلب. وتشير بعض الأدلة العلمية أيضًا إلى أنها قد تساعد في تحسين صحة البشرة.
أنواع الجبن وفوائدها المذهلة
يتوفر الجبن بأشكاله وأصنافه المتنوعة، ويتميز كل نوع بطعمه الفريد وقيمته الغذائية. إليك بعض أبرز أنواع الجبن وفوائدها:
جبنة الشيدر:
تعتبر جبنة الشيدر شبه صلبة وتأتي من إنجلترا. تصنع من حليب البقر وتتعرض لعملية التعتيق لعدة أشهر. تتراوح لونها بين الأبيض والأصفر، ويتنوع طعمها من المعتدل إلى القوي حسب الصنف. تعتبر جبنة الشيدر مصدرًا غنيًا بالبروتين والكالسيوم، وتحتوي أيضًا على فيتامين ك، وبشكل خاص فيتامين ك2.
جبنة القريش:
تُصنع جبنة القريش من خثارة اللبن الرائب، وتتميز بنكهة خفيفة. يمكن خلطها مع المكونات الحلوة أو المالحة لتحسين النكهة. تحتوي جبنة القريش على نسبة عالية من الفسفور، وهو معدن مهم لصحة العظام. كما تحتوي على الأحماض الأمينية التسعة الأساسية التي يحتاجها جسمنا. تتوفر جبنة القريش بأشكال مختلفة مثل العادية ومنخفضة الدسم وخالية الدسم.
الجبنة الزرقاء:
تصنع من حليب البقر أو الماعز أو الغنم، وتضاف لها مستنبتات من عفن البنسليوم (Penicillium). تتميز بلون أبيض مع عروق زرقاء أو رمادية، وتمنحها الفطريات التي تستخدم لصنعها رائحة ونكهة مميزة. تعتبر الجبنة الزرقاء مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية وتحتوي على كمية أكبر من الكالسيوم مقارنة بمعظم الأجبان الأخرى.
الجبن السائل:
الجبن السائل هو جبن كريمي ناعم ذو قوام طري، يستخدم عادةً في وصفات الخبز والبسكويت والكعك. يتم تصنيعه من قشدة الحليب أو مزيج من القشدة والحليب. يعتبر الجبن السائل مصدرًا جيدًا للفيتامينات ومضادات الأكسدة، بالإضافة إلى احتوائه على البروبيوتيك. ومع ذلك، يحتوي هذا النوع من الجبن على نسبة عالية من الدهون وكمية قليلة من الكربوهيدرات والبروتين.
جبنة الحلوم:
تمتلك جبنة الحلوم ملمسًا شبه صلبًا ومرنًا وقشرة خارجية خفيفة، وتختلف لونها من الأبيض إلى الأصفر حسب نوع الحليب المستخدم في صنعها. يمكن قطعها بسهولة ولا تحتوي على ثقوب أو فتحات. تحتوي جبنة الحلوم على العديد من الفوائد الغذائية المهمة.
الجبنة البيضاء:
تنتج الأردن الكثير من الجبنة البيضاء المغلية من الجبن الأبيض الطري. وتصنع عادةً من حليب النعاج أو الماعز أو مزيج منهما بدون إضافة بادئات أو ملح، وتُصنع تحت ظروف حرفية عالية.
أضراره:
الجبن آمن للاستهلاك البشري بشكل عام. في حالة احتواء الجبن على عفن، فإنه عادةً يكون آمنًا للتناول. ومن الآمن تناول جميع أنواع الجبن الصلبة أثناء فترة الحمل، سواء كانت مصنوعة من الحليب المبستر أو غير المبستر. ومع ذلك، يجب تجنب تناول الأجبان الطرية والناضجة بالعفن، وكذلك الأجبان الطرية التي تحتوي على العروق الزرقاء، والتي يتم صنعها من الحليب المبستر أو غير المبستر، خلال فترة الحمل، حيث يُعتبر ذلك غير آمن. ويجب تجنب تناول أي نوع من الأجبان الطرية المصنوعة من الحليب غير المبستر خلال فترة الحمل، حتى لو لم تكن تحتوي على العفن أو العروق الزرقاء.
يمكن أن يسبب تناول منتجات الأجبان بعض الآثار الجانبية في بعض الحالات، وتشمل هذه الآثار الجانبية:
مخاوف بشأن الهرمونات:
هناك مخاوف بشأن احتواء منتجات الألبان على هرمون الاستروجين وهرمونات أخرى، وقد يؤدي ذلك إلى تعطيل نظام الغدد الصماء وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
الفسفور الزائد:
تحتوي بعض أنواع الجبن على كميات كبيرة من الفسفور، ويمكن أن يكون ذلك ضارًا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الكلى ويكونون غير قادرين على إزالة الفسفور الزائد من الدم.
ارتباط بسرطان البروستاتا: أظهرت بعض الدراسات ارتباطًا بين تناول كميات كبيرة من الكالسيوم وزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ولكن هناك دراسات أخرى لم تجد أي ارتباط بينهما.
الإمساك:
يمكن أن يعاني الأطفال الصغار الذين يستهلكون كميات كبيرة من منتجات الألبان من الإمساك بشكل متكرر، خاصة إذا كانت نظامهم الغذائي قليل الألياف وغنيًا بالأطعمة المعالجة.
الصوديوم الزائد:
تعتبر الأجبان مصدرًا عاليًا للصوديوم، ويمكن للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أن يواجهوا مشاكل عند تناول كميات كبيرة من الجبن، ويجب على مرضى السكري تقليل استهلاك الصوديوم لتجنب مشاكل القلب والأوعية الدموية.
الحساسية وعدم تحمل الألبان: قد يعاني بعض الأشخاص من الحساسية تجاه منتجات الألبان أو عدم القدرة على تحملها. قد تتضمن أعراض حساسية الحليب الإسهال، والغثيان، والتقيؤ، والانتفاخ، والطفح الجلدي، والشرى، وانتفاخ الشفتين والوجه، والصفير، وتضيق الحلق. أما عدم تحمل اللاكتوز فقد يسبب الغثيان، والتشنجات، والغازات، والانتفاخ، والإسهال.
لذا، ينبغي أن يتعامل الأشخاص بحذر عند تناول الأجبان ومراعاة الاحتياطات اللازمة، وفي حالة حدوث أعراض غير مرغوب فيها، ينبغي التوقف عن تناولها والتشاور مع الطبيب.