في حدث غير مسبوق.. مناورات مصرية – روسية ضخمة في “البحر الأسود”.. تساؤلات عن المغزى والتداعيات.. من المستهدف؟

 

في أجواء دولية ملتهبة ووسط تحركات وتحركات مضادة تم الإعلان عن إجراء أول مناورة بحرية ضخمة بين القوات المصرية – والروسية في البحر الأسود، الحدث غير المسبوق يطرح العديد من التساؤلات عن المغزى والرسالة والدلالة، فضلا عن التداعيات.

المكتب الصحفي لأسطول البحر الأسود الروسي قال في بيان إن القوات البحرية الروسية والمصرية ستجري تدريبات مشتركة في البحر الأسود، موضحا أن الدولتين ستعملان على وضع خطة التدريبات التي ستجرى في البحر الأسود والموافقة عليها للمرة الأولى.

وجاء في البيان أنه خلال التدريبات، ستتدرب السفن الحربية التابعة لأسطول البحر الأسود التابع للبحرية الروسية والبحرية المصرية، بدعم من الطائرات، على الدفاع عن الممرات البحرية ضد التهديدات المختلفة، وتتضمن التدريبات، مناورات على نشر القوات وإعادة الإمدادات في البحر، وتفتيش السفن المشبوهة.

الرسالة

الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء طلعت مسلم قال لـ “رأي اليوم” إن المغزى والرسالة تقول إن إمكانات التعاون العسكري بين مصر وروسيا كبيرة، وفي حال شعور مصر بحاجتها الى تعاون عسكري، فالعلاقات المصرية – الروسية تسمح بذلك تحت أي ظروف، نظرا للتاريخ العريق والعلاقات الطيبة التي تربط البلدين.

وردا على سؤال: هل من رسالة سياسية وراء المناورات المصرية – الروسية، قال اللواء مسلم: “حتما هي رسالة ولكن ليست رسالة مباشرة، وإنما هي مناورة تقول إن مصر قادرة، وكل من يعرض عنها أو يهددها، سيخسر كثيرا”.

وعن المزايا الاستراتيجية التي يراها من مثل تلك المناورات، قال اللواء مسلم: بالتأكيد لها مزايا مختلفة، منها أن تلك المناورات تحمل الدلالة التي تؤكد أن أي تعاون وتدريب مشترك بين قوتين يوحي أن هاتين القوتين على استعداد للقيام بعمل عسكري حقيقي إن تطلب الأمر، وهو ما يتضمن ردعا في العلوم العسكرية.

وأثنى مسلم على تنامي العلاقات المصرية العسكرية ولم تعد مقصورة على دولة واحدة.

وتابع مسلم: “التاريخ والسجل العسكري المصري يرشح مصر لأن تقوم بأعمال مهمة، ومن يتعاون معها سيكون هو المستفيد”.

وردا على سؤال: هل يمكن أن نعتبر المناورة المصرية – الروسية الأخيرة والوجود المصري في البحر الأسود ردا على الوجود التركي في البحر المتوسط؟

أجاب اللواء مسلم :”لا أعتقد ذلك، والدول يجب أن تكون أعلى من الانتقام والرد، وإنما ما حدث هو إجراء يهدف إلى دعم القدرات الدفاعية المصرية، وبالتالي على كل من يفكر في غير ذلك، أن ينتظر أثر المناورة عليه”.

المزايا الاستراتيجية

من جانبه، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أيمن سلامة إنها ستكون المرة الأولى في تاريخ البحرية المصرية التي تشارك في مناورات عسكرية بالبحر الأسود.

وأوضح سلامة في تصريحات إعلامية أن مصر تحقق مزايا استراتيجية في هذا الصدد وفي هذا التوقيت المهم الذي نشهد فيه توترا في البحر المتوسط بسبب المساعي التركية للسيطرة على موارد الطاقة، مشيرًا إلى أن تعزيز العلاقات الاستراتيجية المصرية الروسية يشكل مصدر قلق وتوتر لدى أنقرة التي تراجعت علاقتها بموسكو بسبب التدخلات التركية في ليبيا والصراع بين أرمينيا وأذربيجان.

الرسائل السياسية

يرى مراقبون أن المناورات العسكرية الى جانب أهدفها التدريبية، فهناك رسائل سياسية بلاشك، هناك من أتى ليجري تدريبات في المتوسط ليس ببعيد عن شواطئنا، وفي المقابل ذهبنا لتدريبات ليست ببعيدة عن شواطئه.

الرد التركي

آخرون تساءلوا عن رد الأترك على تلك المناورة، وذهبوا الى أن الأتراك دائما يسرون في أنفسهم ما لا يبدون، مؤكدين أن الرد التركي غالبا سيكون في إطار تحالفات أكيدة أو مساومات جديدة.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى