قصتان وحكمة
قصتان وحكمة
ـ 1 ـ
الشاب الأمريكي “بالاك مايكوسكي” مات أبوه ، فورث عنه ثروة طائلة.
مضت فترة وهو يفكر باستثمار هذه الأموال، أو كيف يصرفها أو ماذا يفعل بها… فلم يجد فكرة مناسبة.
في العام 2005 ذهب إلى الريف الأرجنتيني للمشاركة في سباق للسيارات، وهي الرياضة المحببة له. فلاحظ أن معظم الأطفال في تلك المنطقة حفاة، ومن الفقر لا يلبسون أحذية… فقرر بالاك أن ينشىء شركة لصنع الأحذية، تجمع ، في نظام بيعها بين العمل الخيري والربح التجاري، فكانت الشركة الأكثر شهرة: شركة تومز للأحذية الرياضية التي تنتعل بدون جوارب.
يقوم التسويق على فكرة ” واحد مقابل واحد” أي حذاء واحد لكل فقير مقابل كل حذاء يباع.
وهكذا خلال سنوات كان ملايين الفقراء قد حصلوا على أحذية لا تمر في ثقوبها كل فصول السنة.
ـ 2 ـ
فشل تأميم الصناعات في مصر قبل سورية، ثم فشل مع الاثنين بعد أن اتحدا في الجمهورية العربية المتحدة.
كان الارتجال والسرعة ونقص الخبرة والمعلومات والروح الثأرية… كلها عوامل تجعل المعمل المؤمم جزءاً من قطاع عام تديره الدولة أي الموظفون، بينما كان يديره المالكون. وبين إدارة الدولة ذات المزاعم الاشتراكية وبين إدارة المالك صاحب الطريقة الرأسمالية… وقعت معامل القطاع العام في الخسائر، في حين كان القطاع الخاص يدير المرابح.
تحكى قصة عن زيارة قام بها المدير العام السابق لاحدى شركات الغزل والنسيج المؤممة… وقد استقبله المدير العام (الذي أصبح وزيراً لاحقاً). وفي الدردشة سأل المدير الجديد المدير القديم: “كيف كان المعمل يربح معكم ومعنا صار يخسر؟” أجابه: “كان المعمل لي ، والكرسي لي ، الشغل لي. آتي يومياً في الصباح، أضع قفاي على الكرسي وعيني على المعمل. أما أنت فالشغل ليس لك ، والمعمل ليس لك. لذلك عينك دوماً على الكرسي وقفاك عالشغل”.
ـ 3 ـ
في أدب الأوبئة: “ليس الخطر الأكبر خسارة الحياة البشرية… بل خسارة ما يجعلنا بشراً”.