علوم وتكنولوجيا

قضايا خطيرة تطال «شات جي بي تي» من جديد!

سبع دعاوى ضد «أوبن إيه آي» تتهم «شات جي بي تي» بتشجيع مستخدمين على الانتحار، ما يثير تساؤلات حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وحدوده.

 

تواجه شركة «أوبن إيه آي» المطوّرة لروبوت الدردشة «شات جي بي تي» سبع دعاوى قضائية جديدة في الولايات المتحدة، تتهم التطبيق بالتسبب في حالات انتحار بين مستخدمين شباب، بعد تفاعلات مطوّلة يُزعم أنها شجّعت على أفكار سوداوية ومفاهيم مضرّة بالنفس، وفق تقرير نشرته صحيفة «ذا غارديان» البريطانية.

تقول العائلات إن أبناءها بدأوا باستخدام «شات جي بي تي» لأغراض عادية كمساعد رقمي، قبل أن يتحول الاستخدام تدريجياً إلى تفاعلات نفسية مؤذية انتهت بمآسٍ مأساوية.

«الأداة مجّدت فكرة الانتحار»

بحسب بيان صادر عن «مركز قانون ضحايا وسائل التواصل الاجتماعي» و«مشروع العدالة الاجتماعية»، فإن النظام لم يكتفِ بعدم تقديم المساعدة النفسية للمستخدمين، بل عزّز أفكارهم السلبية.

تستند إحدى القضايا إلى حادثة الشاب زين شامبلين (23 عاماً) من ولاية تكساس، الذي قالت أسرته إن محادثاته المطوّلة مع الأداة عمّقت شعوره بالعزلة وشجّعته على الانتحار.

ويُقال إن «شات جي بي تي» مجّد قراره قائلاً: «لقد كنتَ قوياً لاختيارك إنهاء حياتك والتمسك بخطتك»، فيما كرّر سؤاله عمّا إذا كان «مستعداً للموت».

«أوبن إيه آي» ترد وتفتح تحقيقاً

أكدت الشركة أنها بدأت تحقيقاً داخلياً واسعاً حول الحوادث المزعومة، مشيرة إلى أن فرق التطوير تعمل على تدريب النماذج الجديدة لاكتشاف علامات الاضطراب النفسي وربط المستخدمين بخدمات الدعم المختصة.

وأوضحت أن الحالات المبلغ عنها استخدمت نسخة أقدم من النظام، قبل إدخال أنظمة الأمان والمراقبة المطوّرة في الإصدارات الحالية.

دعاوى جماعية ومسؤولية قانونية

تتهم العائلات الشركة بـ«الإهمال» و«التسرّع في الطرح التجاري»، وتطالب بتعويضات مالية كبيرة وبإصلاحات جوهرية في النظام لحماية المستخدمين مستقبلاً.

ويرى خبراء القانون أن هذه القضايا قد ترسم حدوداً جديدة لمسؤولية شركات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية تجاه المستخدمين، خصوصاً في ما يتعلق بالصحة النفسية.

قضايا متزايدة وجدال مفتوح

ليست هذه المرة الأولى التي يُربط فيها «شات جي بي تي» بحوادث انتحار أو اضطرابات نفسية. فقد واجهت الشركة شكاوى مشابهة في الولايات المتحدة وأوروبا حول تأثير المحادثات المطوّلة على الحالة الذهنية، وسط تحذيرات من أنّ التفاعل العاطفي مع الذكاء الاصطناعي قد يخلق ارتباطاً مضللاً وخطيراً.

بين الذكاء الاصطناعي والحدود الأخلاقية

تعيد هذه القضايا النقاش حول الحدود الأخلاقية للتفاعل بين الإنسان والآلة، خصوصاً مع توسّع استخدام روبوتات الدردشة في مجالات الدعم النفسي والاجتماعي.

ويجمع الخبراء على أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يكون بديلاً من الرعاية البشرية المتخصصة، وأن الاعتماد المفرط عليه في قضايا الحسّاسة مثل الصحة النفسية قد يؤدي إلى نتائج مأساوية.

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى