تحليلات سياسيةسلايد

قطر تحذر من حرب تدفع دول الخليج ثمنها

أطلق رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني تحذيرات من عمل عسكري قد يهز منطقة الخليج في ظل تعثر جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني، قال إنه ستكون له تداعيات اقتصادية وسياسية واجتماعية وخيمة، بينما أعلنت طهران أنها ستحصل قريبا على أسلحة طلبتها من روسيا تشمل أنظمة دفاع جوي وصواريخ ومروحيات وطائرات حربية ومنظومات صاروخية ومدفعية ودبابات.

وقال في سلسلة تغريدات على حسابه بتويتر “بات الوضع في منطقتنا الخليجية محفوفا بالمخاطر ويستدعي من الجميع الانتباه الدائم تحسبا لأي احتمالات، فالغرب بقيادة الولايات المتحدة لم يتوصل حتى الآن إلى اتفاق يعيد الاتفاق النووي مع إيران إلى الحياة”.

ولم يستبعد أن تبادر إسرائيل بتنفيذ عمل عسكري “قد يهز الأمن والاستقرار في منطقتنا وستكون له عواقب اقتصادية وسياسية واجتماعية وخيمة”، مضيفا “وإذا لم تتوصل الأطراف إلى اتفاق نووي جديد مع إيران وزودت الولايات المتحدة إسرائيل بما تحتاجه من سلاح سيكون هناك، لا سمح الله عمل عسكري قد يهز الأمن والاستقرار في منطقتنا وستكون له عواقب اقتصادية وسياسية واجتماعية وخيمة”.

وتمثل تصريحات الشيخ حمد بن جاسم الموقف القطري من أزمة الملف النووي الإيراني رغم انه لم يعد في السلطة لكن السياسة الخارجية القطرية الحالية تعتبر امتداد لسياسة ‘الحمدين’ (الأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني وحمد بن جاسم آل ثاني).

وقال إنه كان متفائلا باحتمال التوصل إلى اتفاق بين إيران والقوى الغربية المعنية بأزمة الملف النووي، مضيفا أنه أصبح أقل تفاؤلا على ضوء تعثر جهود انعاش الاتفاق النووي للعام 2015.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد اعتبر حين سئل عن مآل مفاوضات فيينا النووي، إن الاتفاق النووي في حكم الميت، لكنه رفض في الوقت ذاته نعيه، بينما أصبح تركيز الإدارة الأميركية موجه أكثر نحو دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا والتصدي للنفوذ الصيني.

ودعا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق الدول الخليجية إلى أن تتحرك باتجاه إقناع واشنطن بخطورة أي تصعيد عسكري. وقال في تغريدة إنه على دول الخليج أن “تحذر الولايات المتحدة والغرب من خطورة أي تصعيد عسكري وضرورة معالجة المشاكل القائمة معالجة سلمية، لأننا سنكون أول الخاسرين”.

وتأتي تحذيرات الشيخ حمد بن جاسم وسط جمود في مفاوضات فيينا النووية بفعل اشتراطات إيرانية وأخرى أميركية واضطرابات جيوسياسية خطيرة مع تحول الغزو الروسي لأوكرانيا إلى مواجهة مفتوحة بين موسكو والغرب.

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قد قال يوم الجمعة الماضي  خلال لقائه بابا الفاتيكان، إن المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بوساطة الاتحاد الأوروبي قد “وصلت إلى طريق مسدود.. بل انهارت”، في أول إعلان واضح عن مآلات أشهر طويلة من المحادثات النووية.

إيران تعزز قدراتها العسكرية من روسيا

وعلى الجبهة المقابلة تستعد إيران على ما يبدو لتصعيد عسكري محتمل في حال فشل إعادة إنعاش جهود إحياء الاتفاق النووي بينما سبق لكبار قادة الحرس الثوري الإيراني أن حذّروا إسرائيل من مغبة أي مغامرة عسكرية، في حين لم تتوقف التهديدات الإسرائيلية خلال عهد حكومة يائير لابيد السابقة ولا مع بداية عمل الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنيباهو، بتوجيه ضربة عسكرية جراحية للمنشآت النووية الإيرانية.

وتعارض إسرائيل إحياء الاتفاق النووي الإيراني للعام 2015 وتطالب القوى الغربية بتشديد الضغوط والعقوبات على إيران بما ينهي برنامجها النووي والصاروخي، بينما برزت مخاوف جديدة بشأن تعزيز التعاون الإيراني الروسي وقلقا متناميا من برنامج طهران للطائرات المسيّرة.

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية شهريار حيدري قوله اليوم الأحد إن طهران ستتسلم على أرجح التقديرات مقاتلات ‘سوخوي 35’ الروسية في مارس/اذار المقبل كانت إيران قد طلبتها من موسكو.

وبحسب المصدر ذاته قال حيدري إن بلاده “طلبت من موسكو أسلحة مثل أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ والمروحيات والطائرات الحربية والمنظومات الصاروخية والمدفعية والدبابات”، مضيفا أن “هذه الأسلحة بمعظمها ستصل إلى إيران قريبا”.

وتأتي هذه التطورات وسط تنامي التوترات في المنطقة وكذلك على ضوء قلق غربي من تنامي التعاون العسكري بين طهران وموسكو خاصة بعد انخراط طهران في الحرب الروسية على أوكرانيا، إذ أقرت الحكومة الإيرانية بعد انكار، بأنها زودت الروسية بطرازات من طائرتها المسيرة.

واتهمت كييف طهران بالتورط في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من خلال تزويدها القوات الروسية بمسيرات قتالية وانتحارية استخدمتها موسكو فق قصف أهداف مدنية وعسكرية ومنشآت للطاقة وتسببت في مقتل عشرات المدنيين.

وفي تصريحات سابقة أكد العميد أبوالفضل شكارتشي المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أن “العلاقات الدفاعية بين إيران وروسيا قد تعود إلى سنوات قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية”.

وحذرت الولايات المتحدة وقوى غربية مرارا في الفترة الأخيرة من تنامي التعاون العسكري بين إيران وروسيا، بينما عبرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي ايه) عن قلقها من تزايد وتيرة التعاون بين موسكو وطهران، مبدية مخاوفها من أن يتطور ذلك في نهاية المطاف إلى شراكة دفاعية كاملة بين البلدين الخاضعين لعقوبات غربية.

ورأى ويليام بيرنز مدير ‘سي اي اي’ في تصريحات لقناة ‘بي ب اس’ التلفزيونية أن ما يظهر حتى الآن على الأقل هو “مرحلة أولى من شراكة دفاعية واسعة بين موسكو وطهران”.

وتتابع الإدارة الأميركية بقلق تزايد وتيرة التعاون العسكري الإيراني الروسي. ووصفت الأسبوع الماضي ذلك بأنه “أمر مقلق”. وقال البيت الأبيض “ما زلنا نرى في تزايد العلاقة الدفاعية العميقة بين إيران وروسيا مثار قلق، ليس فقط بسبب الحرب في أوكرانيا، لكن ما يمكن أن يعنيه ذلك في ما يتعلق بمصالح أمننا القومي في الشرق الأوسط ومصالح شركائنا هناك”.

ودفعت العقوبات الغربية على روسيا وإيران البلدين إلى تعزيز تقاربهما لجهة الالتفاف على العقوبات وتعزيز التعاون في مواجهة الضغوطات وفتح منافذ أوسع للتنفيس عن أزمتيهما الاقتصادية.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى