قلق اليونيسكو على سوق العصرونية الدمشقي!
دمشق ــ خاص:
أكثر من خمسة أشهر مرت على حريق سوق العصرونية الذي تسبب في كارثة فعلية لواحد من أشهر الأسواق التاريخية في دمشق القديمة، وقد اندفعت ورشات العمل لتعيد الحيوية إلى السوق المذكور، وهي عملية طبيعية تلي أي كارثة من الكوارث التي تصيب الأماكن الاقتصادية في العالم . إلا أن إعادة الحيوية إلى سوق العصرونية، أخذت منحى آخر، عندما برزت مسألة الخروقات المتعلقة بشروط الترميم التي تضعها منظمة اليونيسكو، فقد زار وفد من منظمة اليونسكو العالمية المهتمة بالآثار السوق المذكور، فعاين الوفد موقع الحريق الذي استمر أكثر من 9 ساعات متواصلة بتاريخ 23 نيسان 2016،وخرجت بتقرير نقلت عنه الصحافة السورية أن لجنة التراث العالمي طالبت أن تقتصر عمليات الحفظ والترميم في سوق العصرونية على التدخلات والإسعافات الأولية..
ومن أجل استعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية للعصرونية، أكدت المنظمة ضرورة وضع مبادئ توجيهية للترميم وإعادة الإعمار، وذلك بالتعاون مع الهيئات الاستشارية ومركز التراث العالمي التي تأخذ في الحسبان الوثائق والدراسات الاستقصائية القائمة قبل وبعد الحريق والحاجات الاجتماعية والاقتصادية الخاصة بالمنطقة. والأهم إرسال خطط إعادة الإعمار والترميم في العصرونية إلى مركز التراث العالمي للحصول على موافقة لجنة التراث العالمي قبل البدء بأي أعمال، وللمراجعة من قبل الإيكوموس وهي «منظمة عالمية غير حكومية تعمل في مجال حماية مواقع التراث الثقافي والمحافظة عليها».
هذا الموضوع أثارته الصحافة السورية، فأوضحت صحيفة تشرين في تقرير حول الموضوع كتبته الصحفية لبنى شاكر أن الحريق والأضرار التي تسبب بها دفعت المنظمة لمتابعة الموضوع على نطاق أوسع، في الدورة الأربعين للجنة التراث العالمي التابعة لها والتي انعقدت في شهر تموز الأخير حول مواقع التراث العالمي في سورية، إذ أبقت «مدينتي حلب ودمشق القديمتان، قلعتي الحصن وصلاح الدين، موقعي تدمر وبصرى الأثريين» على لائحة الخطر لمواقع التراث العالمي المدرجة على قائمة اليونسكو…
ونقلت تشرين عن مصادر خاصة قالت قولها إن تقرير اليونسكو يتوافق مع قلق أبدته دائرة آثار دمشق/ وزارة الثقافة التي مُنعت من الدخول إلى مكان الحريق وقتها «بحجة استمرار الخطر»، وهو ما حال دون توثيقها كثيراً مما يجب في وقت كانت الأولوية فيه بالنسبة لمحافظة دمشق، الجهة التي قامت بترحيل أنقاض الحريق وأشرفت على إعادة الترميم لاحقاً، الإسراع بفتح الطرقات ليتمكن العاملون هناك من العودة إلى محلاتهم رداً على ما نشرته بعض وسائل الإعلام عن أسباب الحادث.
وركزت تشرين اهتمامها على التجاوزات التي قد تكون حصلت أثناء الترميم فنقلت عن مصادر خاصة أن هناك تجاوزات في عمليات الترميم وإعادة البناء في السوق؛ إذ يستخدم عدد من التجار المتضررين مواد لا تتناسب مع البناء في دمشق القديمة، وهي إشكالية لا تتوافق مع ما أوصت به اليونسكو، ولا تحترم خصوصية المدينة القديمة. إضافة إلى ما أشار إليه عدد من تجار العصرونية أنفسهم من أن أصحاب بعض المحلات يرمّمون بطريقة خاطئة قد تتسبب بانهيارات في المستقبل، وتالياً هي كارثة أخرى فيما لو ثبت ذلك لكونها لا تراعي شروط الأمان والسلامة.