قلقٌ عارِمٌ بالكيان لمُشاركة عناصر أمن السلطة بالعمليات الفدائيّة..
كشفت مصادر عسكريّة إسرائيليّة وُصِفَت بأنّها مطلعة النقاب عن أنّه رغم وضع يد جيش الاحتلال على نحو 1000 قطعة سلاح في الضفة الغربيّة المُحتلّة، فإنّ المنطقة مليئة بالوسائل القتالية، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّه “يكاد لا يخلو بيت فلسطينيّ إلّا وفيه سلاح، وهكذا يمكن للـ (مخربين) الحصول عليه بسهولة ويخرجون إلى حملة قتل، مُشدّدّة على أنّ “الجيش الإسرائيليّ قلق جدًا من مشاركة بعض من رجال أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في العمليات الفدائيّة ضدّ الاحتلال”.
وقالت صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة إنّه على هذه الخلفية، تحدث أحد الضُباط من أجهزة الأمن الفلسطينية مع مراسل الصحيفة، حيثُ وصف المعنويات المترديّة في أوساط القوات، إذْ أنّ الحديث يجري عن ميل يتعزز في الفترة الأخيرة بالتوازي مع ضعف السلطة والتصعيد في الميدان.
وقال الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إنّه “عندما أقاموا الأجهزة كانت هناك خطة كبرى للتحول إلى دولة. سبب وجود السلطة الفلسطينية منذ البداية كان إقامة دولة فلسطينية. بعد كلّ هذه السنين، ثمة سلطة لكن لا توجد دولة، وبالتالي فلماذا نحن موجودون – هل من أجل أنْ نحصل على رواتب ونهتم بمصالح محمود عبّاس ونكون عملاء لإسرائيل؟ لقد أصبحنا مقاولين فرعيين”، على حدّ قوله.
ونقلت الصحيفة الإسرائيليّة عن مصدرٍ فلسطينيٍّ قوله إنّ “الأفراد الذين يعملون في اليوم في الأجهزة الأمنيّة يشعرون أنّه لا معنى لما يفعلون، وأنّ السلطة تسقط رويدًا رويدًا”، مُشيرًا في الوقت عينه إنّه “إذا كان (الشاباك) وجهاز الأمن الإسرائيليّ، هم الذين يسيطرون، فمن الأفضل ألّا تكون سلطة، وليجدوا طرقًا أخرى لإدارة الأمور، ولتهتم إسرائيل بالخدمات البلدية وبجمع القمامة”، طبقًا لأقواله.
بالإضافة إلى ما جاء أعلاه، قال مصدر أمني فلسطيني سابق للصحيفة العبريّة إنّ أجهزة الأمنيّة التابعة لسلطة رام الله فقدت المكانة الكبيرة التي كانت لها في الماضي، ومضى قائلاً: “ذات مرة، أراد الجميع أنْ يكونوا جزءًا منها ويتجندوا لها. كان هذا يعتبر شيئًا كبيرًا بالنسبة لهم وكذلك للقضية الفلسطينيّة، أمّا اليوم فالأمر بات مختلفًا، صورة الأجهزة تآكلت وأصبحت الخدمة فيها أقّل جاذبيّةً”، كما قال.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ وفدًا من حركة (الجهاد الإسلاميّ) برئاسة الأمين العام للتنظيم زياد النخالة، اجتمع السبت الماضي في العاصمة المصريّة، القاهرة، مع مسؤولي المخابرات المصرية. وحسب مصدر فلسطينيّ، يبدو أنها سلسلة لقاءات واتصالات ستستمر أيامًا، ويحاول المصريون في أثنائها تحقيق توافقات مع قيادة الجهاد في موضوع تقليص نشاط التنظيم في الضفّة الغربيّة، وبحسب المصدر ذاته فقد طلب المصريون من (الجهاد الإسلاميّ) وحسب المصدر، طلب المصريون من قادة الحركة تهدئة نشطائه.
وشدّدّت المصادر العسكريّة الإسرائيليّة في حديثها للصحيفة العبريّة على أنّ الوضع قطاع غزة فما زال متوترًا، وأنّ الأمور قد تندلِع وتتفجّر، على حدّ تعبيرها.
وأردفت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المصادر العسكريّة في تل أبيب، إنّه “رغم احتجاج السلطة الفلسطينيّة، يواصل الجيش الإسرائيلي نشاطه المكثف، ويشهد على ذلك عدد القتلى العالي في كانون الثاني (يناير) الفائت حيث استشهد 35 فلسطينيًا، 95 في المئة منهم “مخربون”، مُوضحةً أنّه “إذا تواصلت هذه الوتيرة، فالعام 2023 سينتهي مع قتلى أكثر ممّا في السنة الأخيرة التي سجلت رقمًا قياسيًا منذ الانتفاضة الثانية”.
وخلُصت إلى القول: “في هذه اللحظة، يبدو أنّ الجيش الإسرائيليّ ليس معنيًا بتوسيع حملة (كاسر الأمواج)، ومع ذلك، قد تتسِّع الحملة إذا ما وقعت عمليات “إرهاب” أخرى، والتخوف من هذا كبير، إذ لم يُشخَّصْ انخفاضٌ واضحٌ في رغبة الشبان الفلسطينيين في الخروج إلى تنفيذ عملياتٍ عسكريّةٍ ضدّ إسرائيل وجيشها”.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية