تحليلات سياسيةسلايد

قلقٌ عارِمٌ في تل أبيب من تسلّح الجيش المصريّ

كال مُستشرقٌ إسرائيليٌّ المديح للرئيس المصريّ، عبد الفتّاح السيسي، مؤكِّدًا أنّ العديد من الخطوات التي اتخذّها منذ توّليه الحكم أدّت وبشكلٍ مُباشرٍ لإزالة تهديداتٍ أقلقت كيان الاحتلال.

وقال المُستشرِق عوديد غرانوت، في مقالٍ نشره بصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية إنّ “تهديديْن جديديْن ولدا لأوّل مرة على إسرائيل من ناحية الجنوب في أواخر عهد مبارك وخاصة بعد خلعه قبل عشر سنوات، الأول يرتبط بنمو وتموضع خلايا في شمال سيناء ترتبط بتنظيميْ القاعدة وداعش الإرهابييْن، إضافة لإحباط السكان من الإهمال من جانب الحكم المركزي في القاهرة”.

ونبّه إلى أن “بعض العمليات كانت على مقربة من الحدود ومنها إطلاق صواريخ على إيلات وتفجيرات لأنبوب الغاز، إضافة إلى دخول مواد قتالية عبر الأنفاق إلى غزة”، مضيفًا أن “التهديد الآخر الذي فتح على إسرائيل من الجنوب (مصر)، جاء بعد فوز الإخوان المسلمين بالحكم، وانتخاب محمد مرسي رئيسًا لمصر”.

ولفت إلى أن “العلاقات بين الرئيس مرسي وقيادة حماس في غزة، أثارت قلقًا شديدًا في إسرائيل، وتعاظم هذا القلق أكثر فأكثر حين ألمح مرسي بنيته إعادة النظر في الملحق العسكري لاتفاق السلام وإدخال الجيش المصري إلى سيناء”.

علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أكّد أنّ التهديدات سالفة الذكر على الاحتلال “أزالهما السيسي، الذي انقلب على الرئيس مرسي صيف 2013، وأبعد الإخوان المسلمين عن الحكم”، لافتًا إلى أنّ “تنفس الصعداء الذي سمع في تل أبيب، كان يمكن سماعه من مسافات بعيدة”.

ومضى المُستشرِق قائلاً إنّه “بالتوازي شرع في حملة استمرت بضع سنوات لتصفية نشطاء الجهاد في شمال سيناء”، مؤكّدًا أنّ “إسرائيل ساعدت السيسي في هذه الحملة، بالمعلومات وغيرها من الوسائل، وسمحت بإدخال الجيش المصري إلى سيناء”.

وشدّدّ المُستشرِق على أنّه كجزءٍ من التعاون بين الجيشيْن الإسرائيليّ والمصري، “كلف السيسي الجيش بإحباط نار الصواريخ والمقذوفات الصاروخية نحو إيلات، وبالتوازي عمل على سدّ معظم الأنفاق التي ربطت بين غزة وسيناء، والنتيجة أنه قضى على الخلايا، وتعمق التنسيق الأمني بين إسرائيل ومصر”.

ورغم كل ما سبق، فقد أشار المُستشرق إلى أنّه “من المحظور على إسرائيل تجاهل وتيرة التسلح للجيش المصري الذي يشتري في السنوات الأخيرة أفضل الأسلحة الغربية الهجومية: غواصات، طائرات، بناء قواعد جديدة مع تعميق البنية التحتية العسكرية.. لأنّ كلّ هذا سيوجه ذات يومٍ ضدنا”.

وأشار إلى أنه “لا يوجد تفسير مُرضٍ للعقل حقا لهذا التسلح، ربما باستثناء رغبة مصر في الحفاظ على مكانتها، كجهة قوية وهامة في ساحة الشرق الأوسط، والاستعداد في وجه تهديدات مستقبلية في البحر المتوسط من جانب قوى عظمى كتركيا”.

وبيّن المُستشرِق أنّه “في تحليل التهديد العسكري، لا تكفي الإشارة إلى القدرة، بل ينبغي الإشارة إلى النوايا أيضًا، فالسيسي لا يعزز التعاون الأمنيّ مع إسرائيل بل إنّه اتخذ مؤخرًا بضع خطوات حذرة في مجال التطبيع المدني: لقاء علنيا مع رئيس الحكومة نفتالي بينيت في القاهرة، هبوط شركة الطيران المصرية في إسرائيل ودعوته العلنية للدول العربية”.

وشدد غرانوت على أنه “في كل مواجهة مستقبلية مع مصر، إذا ما نشبت مواجهة كهذه، فسيتعين على الجيش الإسرائيلي أنْ يتصدى لجيش ضخم مزود بسلاح حديث. ولكن في هذا الوقت، فإن المخاطر الواضحة والفورية على إسرائيل تحدق بالذات من الشمال”.

وزعم غرانوت في ختام مقاله، أنّ الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، أقسم له أنه “لن تكون هناك حرب أخرى بيننا أبدًا”، وقال: “لقد كرر على مسمعي هذا القسم مرات عديدة”، على حدّ زعمه.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى