القمة الثلاثية . عراقية مصرية أردنية: «الشام الجديد» وسلّة توافقات
أعلنت العراق والأردن ومصر، التوافق على ملفات أمنية وسياسية، أبرزها مكافحة الإرهاب، والقضية الفلسطينية، وملف سد «النهضة» الإثيوبي، قبل بدء القمة الثلاثية بين البلدان الثلاثة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. والملك الأردني عبد الله الثاني .قد وصلا، في وقت سابق اليوم، إلى العاصمة العراقية بغداد،. حيث كان في استقبالهم الرئيس العراقي برهم صالح في مطار بغداد الدولي.
أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في كلمته الافتتاحية للقمة.
«مواصلة التنسيق في الملفات الإقليمية الرئيسية.كالملف السوري والليبي واليمني وفلسطين».
وأضاف أن هنالك اتجاهاً للقمة لبلورة .«تصور مشترك تجاه هذه القضايا بالتعاون والتنسيق. كي نساعد إخوتنا في هذه البلدان على عبور التحديات والأزمات».
وأضاف الكاظمي. أنه «في الاجتماع السابق تم الاتفاق على الاستثمار والتعاون الاقتصادي. واتفقنا على رؤية مشتركة، ونجحنا في الوصول إلى تصورات، الآن نحن في مرحلة الوصول إلى تنفيذ هذه المشاريع، في مجال الربط الكهربائي والزراعة والنقل».
كما أعلن الكاظمي عن «إقامة سكرتارية دائمة لتنسيق العمل بين الدول الثلاث والعمل على تطوير ومتابعة ما نتفق عليه». إضافة إلى «تطوير التنسيق في المجال الأمني والاستخباري. وبالأخص في ما يتعلق بمواجهة الإرهاب وتمويله».
أكد السيسي
«دعم تنفيذ المشروعات الاستراتيجية لآلية التعاون الثلاثي. خاصةً على المستوى السياسي والأمني»،. مشيراً إلى «حرص مصر على الحفاظ على الأمن المائي العربي. والترحيب بموقفي العراق والأردن المساندين للموقف المصري بشأن سد النهضة، وهي القضية التي تمثل إحدى أولويات السياسة المصرية. لتهديدها المباشر للأمن القومي المصري بمختلف جوانبه».
القمة الرابعة
تعَد هذه القمة الرابعة في الإطار نفسه. إذ عقدت الأولى في القاهرة في آذار 2019. وأنشأت الدول الثلاث مجلساً مشتركاً على ضوء نتائجها.
فيما عقدت القمة الثانية في الولايات المتحدة في أيلول 2019. والثالثة في عمان آب 2020، وكان من المقرر عقد القمة الرابعة في بغداد. في نيسان الماضي.
لكنها تأجلت بسبب حادث قطار في مصر خلّف عشرات القتلى والجرحى.وقلاقل سياسية داخل العائلة المالكة في الأردن.
بيان الرئاسة المصرية
من جهتها، قالت الرئاسة المصرية، في بيان. إن زيارة السيسي تعد الأولى لرئيس مصري للعراق منذ 30 عاماً. مضيفة أنها تأتي «للمشاركة في فعاليات القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن، مع مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني».
وقالت الرئاسة العراقية، في بيان. إن صالح والسيسي عقدا جلسة مباحثات ثنائية.وجرى خلال اللقاء «بحث التعاون الثلاثي القائم بين العراق ومصر والأردن.حيث تم تأكيد أهمية تعزيز مستوى التنسيق بين البلدان الثلاثة».
كما تناول الجانبان «الاستفادة من التواصل الجغرافي في تنمية آفاق تعاونٍ أوسع في مجالات الاقتصاد والتجارة والتنمية، والتأسيس لمشاريع البنى التحتية ونقل الطاقة ومد أنابيب النفط».
مباحثات الرئيس العراقي مع العاهل الأردني
كما أنه أجرى الرئيس العراقي مباحثات مع العاهل الأردني، قبل انطلاق القمة. والتي وصفها بيان الديوان الملكي الهاشمي بأنها. «تؤكد على عمق العلاقات الأردنية العراقية الراسخة، ووقوف المملكة الاردنية ودعمها للعراق وشعبه الشقيق في تعزيز أمنه واستقراره».
وأضاف أنه «جرى بحث سبل تطوير التعاون بين البلدين الشقيقين.خاصة في قطاعات الطاقة والنقل والتجارة، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والجهود الإقليمية والدولية المبذولة في الحرب على الإرهاب».
«الشام الجديد»
يفترض أن يربط مشروع الشام الجديد العراق بمصر، اقتصادياً من خلال الأردن.
وينصّ المشروع على مدّ خط أنبوب نفطي من ميناء البصرة جنوب العراق، وصولاً إلى ميناء العقبة في الأردن حيث سيُصدّر النفط منه إلى مصر.
وبدأت الفكرة الأولى لهذا المشروع كتفاهمات سياسية واقتصادية بين مصر والعراق، وانضم إليهما لاحقاً الأردن. ومبدأ «الشام الجديد» هو الاعتماد على العراق كمصدر للنفط، وعلى مصر كمصدر كبير للطاقة البشرية، وعلى الأردن كحلقة وصل بين البلدين.
وكان الكاظمي قد أعلن عن مشروع «الشام الجديد»، لأول مرة، خلال زيارته للولايات المتحدة، في آب الماضي، وقال حينها لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إنه يعتزم الدخول في مشروع استراتيجي يحمل هذا الاسم، موضحاً أنه مشروع اقتصادي على النسق الأوروبي، يجمع القاهرة ببغداد، وانضمت إليه عمان، لتكوين تكتل إقليمي قادر على مواجهة التحديات.
في المحصّلة سيتدفق النفط العراقي إلى الأردن ومصر بأسعار تفضيلية بحسومات تصل إلى 16 دولاراً للبرميل الواحد على أساس السعر المتداول، فيما سيستورد العراق الكهرباء من مصر والأردن، ويعمل على استقطاب الاستثمارات من أجل إعادة الإعمار، إضافة إلى إنشاء مناطق صناعية كبيرة.
كما أعلن العراق خططه لإنشاء خط أنابيب، يستهدف تصدير مليون برميل يومياً من الخام العراقي من مدينة البصرة في جنوب البلاد إلى ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر. ومن المخطط للمشروع أن يمتد الأنبوب من غرب بحيرة الثرثار شمال غرب العاصمة بغداد، ويمتد عبر محافظة الأنبار إلى ميناء العقبة على البحر الأحمر، وستبدأ مصر بتخطيط مسار الأنبوب الممتد من العقبة إلى سيناء عبر البحر.
وفي هذ الصدد، وقّعت مصر مع العراق 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مختلف القطاعات، في شباط الماضي، في النفط والطرق والإسكان والتشييد والتجارة، بعدما وافق مجلس الوزراء العراقي، في كانون الأول، على تجديد عقد إمداد الهيئة المصرية العامة للبترول بإجمالي 12 مليون برميل من خام البصرة الخفيف لعام 2021.